أحلامي هي كل ما املك .... هي ما يجعلني أتشبث بما تبقى من البارحة وما امتد من الأمس لأستظل بظله اليوم ... وأواصل المسير تحت خيمة نسجتها بألواني وخيوطي الرقيقة ... علها تصمد ... أو لا تصمد
فكم من الخيوط قد تقطعت لأنها كانت كنسج العنكبوت... وكم منها ما تغير من خيط رقيق من الحرير إلى خشونة الصوف ومرونة المطاط
كم من الأحلام قد خاب ... وكم من الأحلام انهزم أمام ثقل الواقع ... وكم منها ما تأجل لأجل غير مسمى ... وكم منها ما تغير محتواه وأصبح حلما آخر استعيض به عن استحالة تحقيق ما سبقه
تلون الأحلام بالأماني يشقينا أحيانا ... وعندما يسقط الحلم تبقى الأمنية معلقة هناك ... كثوب ينتظر الغسيل ليحل محله ثوبا آخر
فكل أمنية تبتدئ بحلم رسمته بمخليتك وزان بعينك لدرجة التمني والسعي لتحقيق ما بات هناك بين خفقات القلب وهمسات العقل .... وهيهات لو خاب الظن .. ونقض العهد ... وتخلى احدهم عن الأخر وتمرد الفؤاد على حكمة العقل واختل الميزان .... وتاهت البصيرة ... وأصبح الحلم كابوس يطاردك فينقض منامك و يشقي يقظتك ....
كيف لنا أن نتعلم أن نتخلى عن حلم لا يصمد أمام كل الحقائق ... وتكون الحسبة صح
وكيف لنا أن نتعلم التمسك بما هو ممكن رغم وجود القليل من الظروف التي قد تنقلب عليك ليصبح الممكن مستحيلا ... هل نملك زمام الأمور ... هل نستطيع أن نطوع المصاعب ... ونخلق من الطريق مسارا سالكا معبدا دون حصى ودون حفر
هل تعلم إلى أي مدى ممكن أن تصل لتحقيق ذلك الحلم ... وما هي حدود قدراتك ... وهل تملك من النفس ما يطول إلى نهاية المطاف ... وهل تملك البصيرة الكافية لتعلم متى يجب أن تنسحب وتتخلى عن حلم قد بات وهما ... والتمسك به ضربا من الجنون
هل رأيت حلمك وهو بين أيدي الآخرين ... وابتسمت محدثا نفسك أنه كان حلمك في يوم ما ... هل أحسست بالمرارة عندها ... أم أدركت انه لم يكن ليسعدك تحقيقه اليوم بعد أن تغيرت نظرتك لما حولك ... واختلفت أولوياتك ....
كيف تتبدل الأحلام .... ومتى .... ولما يؤلمنا عندما نحس بعلامات احتضاره بين زوايا القلب... لماذا نحس بتلك الغصة وكأن الحياة قد تقف هناك على عتبات موت ذلك الحلم
ليه؟؟؟؟
رغم إدراكنا انه مجرد حلم ... نحن نصنعه ... نحن نحققه .... ونحن ننهيه؟