الحياء غير الخجل ، فالأول محمود والآخر مذموم ،
أشار ابن منظور في في تعريفه للخجل لغة بقوله : خجل قال الفراء :
الخَجَل : الاسترخاء من الحياء ، ويكون من الذُّلِّ ، رجل خَجِل وبه خَجْلة
أَي حياء ، والخَجَل : التحيُّر والدِّهَش من الاستحياء ، وقال الليث :
الخَجَل أَن يفعل الإِنسان فعلاً يَتَشَوَّر منه فيَسْتَحي ؛ وقال ابن شميل :
خَجِلَ الرجلُ إِذا الْتَبَسَ عليه أَمرُه ، وقال ابن سيده : الخَجَل أَن يلتبس
الأَمر على الرجل ، فلا يَدْري كيف المَخْرج منه ، يقال : خَجِلَ فما يَدْري
كيف يصنع ، وخَجِل بأَمره : عَيَّ ، وقال أَبو عمرو : الخَجَلُ الكَسَل
والتواني عن طلب الرزق ، قال : وهو مأْخوذ من الإِنسان الخَجِل يبقى
ساكناً لا يتحرك ولا يتكلم ، ومنه قيل للإِنسان : قد خَجِل إِذا بقي كذلك .
--------------------------------------
ويعرف محمد نجاتي :الخجل اصطلاحا بقوله : " حالة انفعالية يشعر
فيها الإنسان بالخوف والخجل من فعل ما هو مذموم ومستقبح " ،
كما يعرفه عبد الرحمن النملة بقوله : الخجل من خلال هدي الإسلام
يعني : حالة انفعالية تنمُّ عن حياء مفرط يدعو إلى الحيرة والاضطراب ،
وهو أمر مذموم يدل على الضعف .. ، فيه إعاقة عن تحقيق الطموحات
سواء على المستوى التعليمي أو المهني " .
أما الحياء فهو خصلة محمودة ، وهو خلق يعصم المرء من الوقوع
في المعاصي والآثام ، و" هو بالمد وهو في اللغة : تغيّر وانكسار
يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ، وقد يطلق على مجرد ترك
الشيء بسبب ، والترك إنما هو من لوازمه ، وفي الشرع :
خلق يبعث على اجتناب القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق
-----------------------------------------
وقد وردت أحاديث ترغب فيه منها ما رواه عن أَنَسٍ t قالَ :
قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : [ ما كَانَ الفُحْشُ في شَيْءٍ
إلا شَانَهُ ، وَماَ كَانَ الْحَيَاءُ في شَيْءِ إلا زَانَهُ ] ، و عن أَبي هُرَيْرَةَ
رضي الله عنه ، قالَ : قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم :
[ الْحَيَاءُ مِنَ الإيمان ، وَالإيمان فِي الْجنّةِ ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاء ،
وَالْجَفَاءُ فِي النّارِ ] ، مما سبق يتضح لنا الفرق بين الخجل
المذموم والحياء المطلوب