نسمع في أيام العشر (عشر ذي الحجة) قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه» والخطباء بعضهم يقول: كـ «يومَ» بفتح الميم، وبعضهم يقول: كـ «يومِ» بكسر الميم، فما الأرجح من هذين الإعرابين؟.
الأرجح كـ «يومَ» بفتح الميم، تكون الكاف حرف جر، ويوم: ظرف مبني على الفتح في محل جر، أما كـ «يومِ» بكسر الميم، الكاف: حرف جر، ويوم: اسم مجرور بالكاف وعلامة جره الكسرة. لكن الإعراب الأول أحسن، لماذا؟ الفعل بعد يوم ما هو؟ (ولدَ) ولد: فعل ماض، والفعل الماضي حكمه أنه مبني، فكونك تبني الظرف يتناسب مع بناء الفعل، هذا أحسن، لكن لو كسرت الظرف صار معربا؛ لأنه مجرور، وبعده فعل مبني لا يصير فيه تناسب، إذن الأحسن أن الخطيب يقول: رجع من ذنوبه كيومَ ولدته أمه، نعم الإعراب الأول تقول: (يوم) ظرف مبني على الفتح في محل جر، هذا هو الأرجح. يقول ابن مالك في هذه المسألة:
وابْنِ أوِ اعْرِب ما كإذ قد أُجْرِي * واختَرْ بنا متلو فعلٍ بُنِي
[«شرح مختصر قواعد الإعراب» لعبد الله الفوزان (61)]
نقلا من موقع اشيخ فركوس حفظه الله