السؤال: ما حكم تقليد القراء في القرآن بنية جلب المصلين؟
الجواب: الحمد لله والصلاة على من أرسله الله رحمة للعالمين وآله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما أما بعد:
فقراءة القرآن الكريم بالألحان والتطريب على هيئة الأغاني المطربة وذلك بتمطيط الحروف والإفراط في المد وتشبيع المدود إلى أن تصير حروفا فهذا لا يجوز للقارئ ولا يجوز لمقلده لأنه يتلذذ بتلك الألحان والنغمات ولا يتوخى منها فهم ما تحمله الآيات من معان، كالوعد والوعيد، والأمر والنهي، والوعظ والتخويف وغيرها، فأصبحت بمثابة أصوات المزامير التي ورد فيها ذمُّ قريش الذين كانوا يطوفون بالبيت بالتصفير والتصفيق في قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً﴾ [الأنفال: 35]، أمَّا إذا خلا من ذلك وكان المقلِّدُ للقارىء يتعلم منه مخارج الحروف على وجهها الصحيح والأداء الحسن فلا يضر ذلك - إن شاء الله تعالى – لخلُوِّه من الألحان المطربة الشبيهة بالأغاني النقيضة للخشوع والوجل، ولم تحقق الغاية من القراءة من تدبر الآيات وتفهم معانيها قال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾ [ص: 29]
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين.