بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد:
أنقل لكم في هذا الموضوع بعض الأخطاء الشائعة في اللغة العربية وأرجو أن لا يقع فيها الإخوة الأعضاء:
1- قابلته مصادفةً.. لا صدفةً: من الشائع استعمال (صدفةً) على غير الفصيح، وهي ليست مصدرًا لـ: صدف التي مصدرها الصدف والصدوف، وهي بمعنى: انصرف ومال وأعرض وصدَّ. والمزيد: صادف يحمل معنى اللقاء على غير توقُّعٍ، ومصدره المصادفة. فالفصيح: قابلته مصادفةً لا صدفةً؛ لأنَّ (الصدفة) من الصدوف: الإعراض والانصراف عن الشيء. قال تعالى: ﴿سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون﴾[الآية 157 سورة الأنعام]. أي: يعرضون.
2- تخرَّج في الجامعة.. لا من الجامعة فالقول: تخرَّج فلان من جامعة كذا. خطأ. والصواب: تخرَّج في جامعة كذا؛ لأن تخرَّج تعني: تعلَّم وتدرَّب فهو: خِرِّيج وخَرِيج ومتخرِّج.
3- مَعْرِض.. لا معرَض. معرَض (بفتح الراء) خطأ، والصواب: معرِض (بكسر الراء) لأنَّ اسمي المكان والزمان يصاغان من الثلاثي على وزن (مَفْعِل) إذا كان الفعل صحيح الآخر مكسور العين في المضارع. عرَض يعرِض (من باب ضرب).
4- خطْبة.. لا خُطبة الخِطْبة (بكسر الخاء وسكون الطاء): طلب الزواج، ولا نقول للفتاة المخطوبة: خَطيبة، ولا للشاب خَطيبًا بل ننادي كلاًّ منهما: خِطْبًا. فهي: خِطْبه وخِطْبته.. أمَّا الخُطْبة (بضمِّ الخاء وسكن الطاء): فهي: ما يلقى على المنابر، وخُطبة الكتاب: مقدِّمته.
5- يقولون: إسهامًا منها في تشجيع القدرات، والصواب: مساهمة منها في تشجيع القدرات إسهاماً هو مصدر الفعل أسهم، وهذه تعني كما يقول ابن فارس في مقاييس اللغة: (أسهم الرجلان إذا اقترعا) وذلك من السّهمة والنصيب. وهذه تختلف عن «مساهمة» المشتقَّة من الفعل ساهم الذي يعني شارك، فالمساهمة: هي المشاركة، والإسهام: يعني الاقتراع. ومن هنا نلاحظ أنَّ أيَّة زيادةٍ في المبني تؤدِّي إلى تغيير المعنى.
6- يقولون: حرمه من الإرث، فيعدُّون الفعل "حرم" إلى المفعول الثاني بحرف الجرِّ " من" ، والصواب: حرمه الإرثَ بنصب مفعولين، أي: الفعل "حرم" يتعدى إلى مفعولين تعدِّيًا مباشرًا، وقد أجاز بعض اللغويين "أحرمه الشيء" أي: حرمه إيَّاه، ومن ذلك ما ورد في قول ابن النحَّاس في قصيدته العينية المشهورة:
وآلى على أن لا أقيم بأرضه * يوم الفراق وداعه أحرمني
7- يقولون: تحرَّى عن الأمر، فيُعدُّون الفعل "تحرَّى" بحرف الجرِّ "عن"، والصواب: تحرَّى فلانٌ الأمرَ، أي: توخَّاه وطلبه، ويقال: فلان حَرِيٌّ بكذا، أي: خليق وجدير وحقيق وَ" أحْرِ به" أي: أَجْدِرْ به قال الشاعر:
فإن كنت توعدنا بالهجاء * فأحر بمن رامنا أن يخيبا
وقد اشتقَّ التحرِّي من "أحرِ به"، وهو يعني: توخِّي الأوْلى وقصد الأحقِّ، كما تدلُّ على ذلك طائفةٌ من النصوص اللغوية نذكر من بينها قول الله تعالى: ﴿فمن أسلم فأولئك تحرَّوا رشدا﴾.
نقلا من موقع الشيخ فركوس حفظه الله