أيها المسلم الحبيب:
- هل فكرت يوما ما أن تختبر
رجولتك ؟
- هل حاولت في يوم ما أن تزن
رجولتك ؟
قد يبدو هذا الكلام غريباً غير
مستطاب ولا مقبول، أليس كذلك؟
فالإنسان بدأبه يرفض ابتداءً أن لا
يعد في عداد الرجال، بل يرى في
نفسه أنه يمثل الرجولة في كمالها،
أليس هذا هو واقع الأمر في
النفوس؟
فنقول لك أيها الحبيب:
مهلاً... مهلاً...
ونسألك ما هو الميزان الذي تزن من
خلاله الرجال؟
أهي معايير وأسس رأيناها أم هي
مقاييس ومعايير من قبل الله تعالى؟
لا شك أن الرجولة لا تُقاس إلا من
خلال المعايير التي وصفها الله لنا
في كتابه، فهل تأبى أيها الحبيب أن
نزنك بميزان الله تعالى؟
فإن كنت تبغي الرجولة فنحن
نساعدك على أن تقيس رجولتك،
ولكن بميزان الشرع.
أيها المسلم الحبيب:
إذا قرأنا في كتاب الله تعالى ترى أن
هناك نماذج تطبيقية وعملية
لمفهوم الرجولة أقامها الله تعالى لنا
كمنارة نقيس من خلالها ما نحن
عليه من الرجولة مع هؤلاء الرجال
الذين وصفهم الله تعالى بالرجولة.
وما عليك إلا أن تقف مع كل صورة
من هذه الصور التطبيقية لنرى أين
نحن من ذلك الواقع الموصوف.
قال الله تعالى:
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا، لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الأحزاب: 23، 24].
فهل أنت ممن صدق الله في وعده
وعهده؟
ألم تقرأ أيها الحبيب أن من صفات
المؤمنين الصادقين الوفاء بالعهد؟
فلنقرأ سوياً من قول الله تعالى في
سورة البقرة:
{لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177].
وكذا ذكر الله تعالى من صفات
المؤمنين الذين يكتب لهم الفلاح
والفوز والسعادة في الدارين أن من
صفاتهم :
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} [المؤمنون: 1- 8].
فهل علمت أيها الحبيب أن مما عهد
إلينا به الله تعالى أن نعبده حق
العبودية،
فما قولك أيها الحبيب:
في هذا الميزان الذي نزن به الرجال
ونزن به الرجولة
- أتنطبق عليك هذه الأوصاف التي
وصف الله بها الرجال؟
معيار ثالث للرجولة:
- هل أنت منشغل بدعوة الخلق إلى
توحيد الله تعالى وإلى إفراده
بالعبادة؟
- هل فكرت كيف تنادي على القوم
بالإيمان؟
- هل انشغلت وقلت من لهذا الدين؟
أيها المسلم الحبيب:
هذه بعض معايير قياس الرجولة
نضعها بين يديك؛ لكي تختبر من
خلالها أين نحن من ميزان
الرجولة، لكي نصحح المسار،
لنكون على صورة من هذه الصور
التي بيّنها لنا ربنا تبارك وتعالى.
حتى نصلح أن نقطع ذلك الطريق
بأمان ألا وهو:
طريق الجنة
م
ن
ق
و
ل