جدّد رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة عقد الرعاية الذي يربطه مع الشركة الوطنية للاتصالات “نجمة” لثلاث سنوات أخرى،
روراوة
في الحفل الذي أقيم صبيحة البارحة في أول يوم من السنة الهجرية الجديدة بفندق “ماركير“، وبحضور “جاد“ المدير العام لهذه الشركة. جاء ذلك بعد التجربة الناجحة بين الطرفين في السنتين السابقتين أثمرت تأهلا تاريخيا للجزائر إلى “المونديال“ ومشاركة مشرّفة في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة.ويهدف العقد الجديد إلى تمويل شركة “نجمة” لمنافسة كأس الجزائر ومختلف المنتخبات الوطنية وتطوير سلك التحكيم، الذي يوجد ضمن بنود العقد الجديد الذي تم توقيعه بمناسبة السنة الهجرية الجديدة.
أكثر من 74 مليارا لثلاث سنوات تُدعّم الخزينة
وقد كشف رئيس الإتحادية محمد روراوة أن قيمة العقد الذي يربط بين الاتحادية الجزائرية وشركة الوطنية للاتصالات “نجمة” هو 74 مليارا لثلاث سنوات، بمعنى أن هيئة روراوة ستستفيد من دعم هذه الشركة الرائدة في خدمات عالم الاتصال بحصة تقدّر بأكثر من 24 مليارا سنويا، وهو ما يجعلها الراعي الأول بالنسبة للاتحادية الجزائرية وأحد أهم الأطراف التي تسعى إلى تطوير الكرة الجزائرية، سواء تعلق الأمر بالمنتخبات الوطنية أو على مستوى الأندية. حيث تموّل “نجمة“ عددا من الأندية الجزائرية وتتكفّل كذلك برعاية مسابقة كأس الجزائر.
“نجمة“ ترصد مليار سنتيم لمنشّطي نهائي الكأس
وقد كشف الرئيس روراوة على هامش حفل توقيع عقد الرعاية مع “نجمة“، أن هذه المؤسسة رصدت مكافآت لكل الفرق الـ 64 المتأهلة إلى الدور القادم من كأس الجمهورية، ستستفيد من خلالها على مبلغ 10 مليون سنتيم من أجل شراء بدلات خاصة بهذه المنافسة تكون “نجمة“ هي المموّل الوحيد في الأقمصة، كما سيستفيد الفريق المُقصى من 20 مليون سنتيم أخرى، بينما سترتفع قيمة المنحة في كل دور إلى أن يستفيد منشط النهائي وصاحب التاج على مكافأة مالية تقدر بمليار سنتيم، مع حصول المتوّج على قيمة مالية أخرى.
... وتتكفّل بالفرق التي تُمثل الجزائر قاريا
الدعم المالي الضخم الذي قدّمته “نجمة“ من خلال العقد الذي يربطها بهيئة روراوة، جعل رئيس الاتحادية يكشف عن قرار تكفّل هيئته بنفقات وتكاليف الأندية الجزائرية التي ستمثل الجزائر في المنافسات القارية، في محاولة لمساعدتها على تجاوز المشاكل المالية المرتبطة بتكاليف النقل والإقامة في البلدان الإفريقية. كما أنها ستضمن مشاركة مشرّفة للأندية الجزائرية على الصعيد القاري وتجنّب تكرار المشاكل ذاتها التي كانت وراء توتر العلاقة بين الاتحادية ورئيس شبيبة القبائل محند شريف حناشي.
روراوة: “لم ننكر فضل نجمة
في تأهلنا إلى كأس العالم وشراكتنا معها إيجابية”
وفي السياق ذاته، تناول الرئيس محمد روراوة الكلمة ليشكر مدير “نجمة“ على الدور الذي لعبته وما تزال تلعبه لتطوير الكرة. حيث قال: “لم ننكر فضل “نجمة“ في كل الخطوات التي قطعناها سويا في تصفيات كأس العالم الأخيرة، حيث صنعنا أجمل صفحات الكرة الجزائرية في 2009 و2010، وهو ما يجعلني أثمّن رعايتها لثلاث سنوات قادمة، ومساهمتها في تكوين وتطوير التحكيم، كأس الجزائر ومشاركة “الخضر“ في كأس إفريقيا للمحليين مطلع السنة القادمة بالسودان“.
“حالة بن شيخة تحسّنت ولا خوف عليه”
واستغل الرجل الأول في الاتحادية الجزائرية فرصة حفل توقيع العقد مع “نجمة“ ليتطرّق مع وسائل الإعلام إلى بعض القضايا التي تخصّ الكرة الجزائرية والمنتخبات الوطنية. حيث بدأ روراوة بحالة مدربه بن شيخة قائلا: “حالة بن شيخة تحسّنت بعد خضوعه لعملية جراحية على مستوى الزائدة الدودية، ولا خوف عليه حيث سيغادر العيادة قريبا“.
“الأولويـة إلـى المنتخب الأول، لكنه سيكون حاضرا في السودان”
وتطرّق روراوة أيضا إلى قضية ازدواجية المنصب التي يعرفها المدرب الوطني بن شيخة من خلال إشرافه على المنتخب الأول ومنتخب المحليين. حيث قال: “بن شيخة سيبقى مدرب المحليين وسيكون حاضرا في دورة السودان. ولكن الأولوية ستكون للمنتخب الأول، حيث سيشرف على المواجهة الودية أمام تونس قبل أن يتنقل مباشرة إلى الخرطوم لقيادة المنتخب المحلي الذي سيكون تحت إشراف شعيب وكاوة اللذين يملكان مستوى عاليا، وهما قادران على القيام بالمهمّة“.
“إتصلت فقط بـ دميانو وحليلوزيتش“
المسألة الثانية التي أسالت الكثير من الحبر تتعلق بتدعيم العارضة الفنية لـ “الخضر“ بإطار فني أجنبي. حيث نفى روراوة أن يكون دخل في اتصالات مع الأسماء التي تنشر يوميا في الصحافة، وقال في هذا الشأن: “سبق لنا الاتصال بـ “دميانو“ مساعد مدرب روما الإيطالي لكن رفض ناديه تسريحه. كما اتصلنا بالمدرب “حليلوزيتش“ الذي رفض العرض. وباستثناء هذين المدربين أنفي أني تحدّثت مع أي مدرب آخر. حيث توقفت الاتصالات من حينها ولنا ثقة في الطاقم الحالي في قيادة سفينة الخضر“.
“كأس إفريقيا للمحليين لها نفس قيمة كأس إفريقيا بالنسبة لنا”
وعن الأهداف التي يسعى من ورائها في المشاركة في كأس إفريقيا القادمة للمحليين، قال روراوة: “سنحضّر بكل جدية لموعد كأس أمم إفريقيا للمحليين. حيث نوفّر كلّ ظروف الإستعداد لهذه التظاهرة التي لها بالنسبة لنا نفس قيمة كأس إفريقيا للأمم التي تنظم كلّ عامين“.
“ليس من السهل العودة
بقوة بعد المشاركة في المونديال، لكننا سنرفع التحدّي”
وبخصوص فترة الفراغ التي يعيشها المنتخب الوطني بعد مشاركته الأخيرة في المونديال وما تبعها من نتائج مخيّبة للآمال خاصة في تصفيات كأس إفريقيا للأمم بالتعادل أمام تانزانيا في البليدة والخسارة أمام جمهورية إفريقيا الوسطى، أشار روراوة إلى أنه ليس من السهل العودة بقوة بعد الخروج من منافسة قوية مثل كأس العالم. ورغم ذلك إلا أنه يبقى متفائلا بحيث أكد أنه سيعمل رفقة بن شيخة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة وتسجيل نتائج أفضل بداية من لقاء المغرب الذي ينتظره الجميع والذي سيكون مصيريا بالنسبة للفريقين اللذين سيتنافسان على الورقة الوحيدة للتأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم.
“قرعة المونديال في جويلية 2011 وهدفنا التأهل إلى دورة البرازيل”
كما تطرّق روراوة في الموضوع ذاته إلى الأهداف القادمة لـ “الخضر“، حيث كشف في هذا الصدد: “ليكن في علمكم أن قرعة “المونديال“ ستكون في شهر جويلية 2011 بالبرازيل. حيث سيتم تقسيم المجموعات حسب الموقع الجغرافي، وستنطلق التصفيات عام 2012، وهو ما يتطلب منا التحضير منذ الآن لهذا الحدث الكروي، لأن “مونديال“ البرازيل هو هدفنا القادم بعد مشاركتنا في “مونديال“ جنوب إفريقيا“.
“أنا في اتصال متقدّم مع بعض المحترفين”
كما كشف روراوة أن المنتخب سيخضع لتدعيم نوعي بعناصر محترفة قريبا، حيث قال: “أنا في اتصالات متقدّمة مع بعض اللاعبين المحترفين بالخارج، وذلك بهدف تدعيم نوعي للمنتخب تحسبا للرهانات القادمة”. هذا التصريح يكشف تمسّك روراوة بخيار اللاعب المحترف وجلب أفضل اللاعبين المغتربين.
“لا أريد الخوض في قضية حناشي”
وقد حاول بعض الصحفيين التطرّق مع روراوة حول جديد خلافه مع رئيس شبيبة القبائل حناشي، حيث كانت إجابة روراوة مختصرة وجازمة: “أرفض الخوض في قضية حناشي”. لينتهي تدخل رئيس الاتحادية بعد فترة صمت ميّزتها طرح عدّة مشاكل وقضايا تخصّ الرياضة الأكثر شعبية في العالم.