بسم الله الرحمن الرحيم
وقول الله تعالى : " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيآتكم " الآية ، وقوله تعالى : " الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم " الآية روى ابن جرير عن ابن عباس قال : الكبائر كل ذنب ختمه الله بنار أو لعنة أو غضب أو عذاب . وله عنه قال هي إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبع ، غير أنه لا كبيرة مع الاستغفار ، ولا صغيرة مع الإصرار . ولعبد الرزاق عنه هي إلى سبعين أقرب منها إلى السبع .
(باب أكبر الكبائر)
في الصحيحين عن أبي بكرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قلنا بلي يا رسول الله قال : الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئاً فجلس فقال : ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور " فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت .
(باب كبائر القلب)
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله لا ينظر إلى صوركم ، وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " .
رواه مسلم
وعن النعمان بن بشير رضى الله عنه مرفوعاً : " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، أله وهي القلب " .
(باب ذكر الكبر)
وقول الله تعالى : " إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً " وقول الله تعالى : " فلبئس مثوى المتكبرين " .
عن ابن مسعود رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " فقال رجل : يا رسول الله إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة قال : " إن الله جميل يحب الجمال . الكبر بطر الحق وغمط الناس " رواه مسلم .
وروى البخاري عن حارثة بن وهب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتل جواظ مستكبر " العتل الغليظ الجافي والجواظ قيل المختال الضخم وقيل القصير البطين وبطر الحق رده إذا أتك ، وغمط الناس احتقارهم .
ولأحمد وصححه ابن حبان من حديث أبي سعيد رفعه " من تواضع لله درجة رفعه الله درجة حتى يجعله في أعلى عليين ، ومن تكبر على الله درجة وضعه الله درجة حتى يجعله في أسفل سافلين " .
وللطبراني عن ابن عمر رفعه : " إياكم والكبر فإن الكبر يكون في الرجل وعليه العباءة " رواته ثقات .
(باب ذكر العجب)
وقول الله تعالى : " والذين هم من عذاب ربهم مشفقون " روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : " الهلاك في اثنتين ـ القنوط والعجب " .
عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رجلاً ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فأثنى عليه رجل خيراً فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ويحك قطعت عنق صاحبك " يقوله مراراً ثم قال : " إن كان أحدكم مادحاً لا محالة فليقل أحسبه كذا وكذا إن كان يرى أنه كذلك وحسيبه الله ولا يزكي على الله أحداً " . رواه البخاري ومسلم .
ولأحمد بسند جيد عن الحارث بن معاوية أنه قال لعمر : إنهم كانوا يراودونني على القصص فقال أخشى أن تقص فترتفع عليهم في نفسك ثم تقص فترتفع حتى يخيل إليك أنك فوقهم في منزلة الثريا فيضعك الله عز وجل تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك " .
وللبيهقي عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً " لو لم تذنبوا لخفت عليكم ما هو أشد من ذلك ـ العجب " .