الإنسان اجتماعي بطبعه، يأنس إلى الخلطة والمصاحبة والاجتماع بالآخرين، ولا تكون العلاقة ممتعة ومؤنسة إلا إذا كانت قائمة على المودة والمحبة وحسن التعامل، ولنجاح هذه العلاقات ينبغي العناية والاهتمام بسلوكيات الإنسان في تعامله مع الآخرين.
وأول تلك السلوكات هو البعد عن الأنانية وحب الذات والتفرد، فإن حب الذات من الأخلاق المنفرة التي تؤدي إلى فقدان كثير من العلاقات الوطيدة المستديمة، وكلما كان الإنسان مبتعدا عن هذا الخلق كلما كان ذلك سببا في قرب الآخرين منه ومحبتهم له.
أعط الفرصة للآخرين للحديثطريقة الحديث عامل مهم في كسب الآخرين وتقوية العلاقة بهم، فإعطاؤهم فرصة للحديث وإبداء الرأي بحرية، وعدم الاستئثار بالحديث أمر له أهميته، كما أن الهدوء أثناء الحديث وخفض الصوت وعدم تحريك اليدين بشكل مبالغ فيه، كل ذلك مما يدعم مكانتك عند الآخرين، ويدعوهم للإنصات لحديثك والاستفادة منه، أضف إلى ذلك عدم التجريح بالكلام والنقد اللاذع واستهجان آراء المخالفين والتحقير من شأنهم، فإن كل هذه الأمور تفقد الإنسان مكانته ومحبته في قلوب من يتعامل معهم.
خفة الظل مع الرزانة والتبسط مع الوقار الرزانة مع خفة الظل والتبسط مع المحافظة على الوقار عاملان أساسيان في كسب الآخرين، فكلما كان الإنسان على قدر من الرزانة -التي تعني عدم الطيش والاندفاع الأحمق- كان ذلك أدعى لاحترام الآخرين له وقربهم منه، وذلك لثقتهم في تصرفاته وردود فعله، والرزانة لا تعني أن يكون الإنسان متهجما عبوسا بل على العكس من ذلك، فإنه مع رزانته لا بد أن يكون خفيف الظل، بسيطا في تعامله بعيدا عن الكبرياء والتعاظم، الذي يؤدي إلى كراهية الآخرين وحقدهم.
أخي الشاب وأنت تتعامل مع الناس احرص على أن تكون تلك المعاملة قائمة على الوسطية بعيدة عن الغلو، فلا تعظمهم فتخافهم وترجوهم وتعلق قلبك بهم، و لا تجفوهم فتحتقرهم و تزدريهم و تتكبر عليهم، بل كن وسطا تعمل في ذلك بما يقتضيه الشرع المطهر وتذكر دائما قول النبي صلى الله عليه وسلم إن أقربكم مني منزلا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا
مساعدة الآخرين وقضاء مصالحهم اعلم أنه كلما كان الإنسان مهتما بأمور إخوانه وأصدقائه، حريصا على الوقوف بجانبهم مسارعا إلى بذل ما يستطيع في خدمتهم وإسداء المعروف لهم، كان إلى قلوبهم أقرب وإلى محبتهم أسبق.
واعلم أن الناس لا يتساوون في الأخلاق والمعاملة، فهناك من هو حسن الخلق لطيف المعشر مهذب الحديث، وهناك من هو على العكس من ذلك شرس الخلق صعب المنال، بذيء الكلام، وإذا كانت معاملة الأول أسهل وأجمل فإن معاملة الصنف الثاني تحتاج إلى صبر ومجاهدة، فليس من الخلق والحكمة أن تجابه سوء خلقه وقبح معاملته بمثل ذلك، وإلا كنت سببا في زيادة الأمر سوءا، وربما يدفع مثل هذه المعاملة الطرف الآخر إلى مزيد من التطاول وسوء الخلق بخلاف المعاملة بالحسنى مع الصبر على ذلك.
وأخيرا فإنه لا بد لك من أن تضع نفسك وأنت تتعامل مع الآخرين في الموضع اللائق بها المناسب لها، فترفع عن كل لئيم وارفع نفسك عن كل خلق ذميم، وكن عالي الهمة حسن الخلق عزيزا في غير كبر ، سهلا في غير مذلة ، محبا للآخرين مؤثرا لإخوانك على نفسك متغاضيا عن الهفوات والزلات تكن سيدهم والمقرب منهم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]