رمضان الشهر الذي يجتمع الصوم و القرآن، وهذه صورة من صور ارتباط رمضان بالقرآن
فتدرك المؤمن الصادق شفاعتان ، يشفع له القرآن لقيامه، و يشفع له الصيام لصيامه
قال صلى الله عليه وسلم
الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ
(أحمد 6337)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ فَيَقُولُ أَنَا الَّذِي أَسْهَرْتُ لَيْلَكَ وَأَظْمَأْتُ نَهَارَكَ
(سنن ابن ماجة3771)
إنّ القرآن العظيم حوى كثيراً من علوم الدنيا تصريحاً أو تلميحاً أو إشارة أو إيماءً
ولا يزال البحث العلمي في كل المجالات يتوصل إلى معلومات حديثه مهمة ذكرها القرآن
قبل قرون طويلة مما جعل كثيراً من الباحثين الكفار يؤمنون ويهتدون قال تعالى
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ
(النحل 89)
وقال
(مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)
(الأنعام 83)
فكل ما يحتاج إليه البشر لإصلاح حالهم ومعادهم موجود في القرآن
كما دلت الآيتان السابقتان ولا يعني ذلك الاكتفاء عن السنة النبوية
لأن من اتبع القرآن وعمل بما فيه لابد أن يأخذ السنة ويعمل بما فيها
ذلك أن القرآن أحال على السنة في كثير من المواقع كما في قوله تعالى
( وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )
(الحشر7)
وبين سبحانه انه من أحبه فلابد أن يتبع رسوله صلى الله عليه وسلم كما في قوله
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(آل عمران31)
واتباع الرسول متمثل في الأخذ بسنته والعمل بما فيها
قال الله تعالى
أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها
(محمد 24)
كان صلى الله عليه وسلم يدعو الأمة إلى
التدبر وفهم معاني القرآن
إخوتي في الله ..
احرص عند تلاوة كتاب الله بأن
تحضر فكرك
وتجمع شتات قلبك
أقبل إلى كتاب ربك
بلسانك
وعقلك
وقلبك
دع مشاغل الدنيا وملهياتها عند تلاوتـه
إبتعد عن سماع ما حرم الله
فلن يجتمع في قلبك حب القرآن والتلذذ به مع ما حرم الله
فإن أقبلت عليه سيشع نوره و يتغلغل إلى أعماق قلبـك
فيرى النـور
يبصر الـحق
ينفر من الضلال
يتذوق حلاوة الإيمان
يجد سعادة و اطمئنان
فإلى من نشتكي ضعف الإيمان وقلة الخشوع
هيا ننهل من معينه فنروي ظمأ نفوسنا
لنقف عند وعده ووعيده وأمره ونهيه
ومواعظه وعبره وقصصه وحكمه