الاتحاد الأوربي: إمكانياته ومكانته الاقتصادية في العالم
مقدمـة: يعتبر الإتحاد الأوربي من الأقطاب الرئيسية في العالم.- فكيف تأسس هذا التكتل الإقليمي؟- وما الإمكانيات المساهمة في قوته؟- و ما مكانته الاقتصادية في العالم؟
1- تعددت مراحل تأسيس الاتحاد الأوربي، الذي تسيره عدة مؤسسات:
1-1: مراحل تأسيس الاتحاد الأوربي: أدت محاولات تجاوز مخلفات الحرب العالمية الثانية إلى تأسيس«المجموعة الأوربية للفحم والفولاذ» سنة 1951 من طرف ست دول(فرنسا - ألمانيا - إيطاليا - بلجيكا - اللوكسمبورغ - هولندا)، والتي تهدف إلى تطبيق حرية مرور الفحم والفولاذ بين أعضاء المجموعة.
دفع نجاح التجربة الأولى إلى توقيع «معاهدة روما سنة 1957، والتي أسست بمقتضاها «المجموعة الاقتصادية الأوربية» للعمل على تحقيق الوحدة الاقتصادية.
انضمت عدة دول أوربية أخرى على مراحل للمجموعة الاقتصادية، ليبلغ عدد دول الاتحاد لحد الآن 27 دولة:
-2: مؤسسات الاتحاد الأوربي:تسهر عدة مؤسسات على تحقيق أهداف الاتحاد، ومنها:
• مجلس وزاري:
• البرلمان الأوربي:
• اللجنة الأوربية• المجلس الأوربي.
• محكمة العدل
2- تساهم قوة الاتحاد الأوربي في تعزيز مكانته الاقتصادية العالمية:
2-1: الإمكانيات المساهمة في قوة الاتحاد:يستفيد الاتحاد الأوربي من مؤهلات طبيعية ملائمة تتمثل في :
-أراضي صالحة للزراعة، حيث تغطي السهول نصف مساحة أوربا تقريبا،
-المناخ يتميز بحرارة معتدلة عموما و تساقطات كافية وغطاء نباتي دائم.
-تنوع الموارد الطبيعية بدول الاتحاد الأوربي، حيث تنتج كميات مهمة من مصادر الطاقة والمعادن
تساهم القوة البشرية في حسن استغلال هذه الخيرات الطبيعية:
- حيث أن أغلب السكان حضريون (70%) يشتغل أغلبهم بالقطاع الثالث(66 %)
-ارتفاع نسبة التمدرس (98 %)
- قلة نسبة البطالة (8 %)، وارتفاع متوسط الدخل الفردي السنوي(حوالي 24 ألف دولار للفرد)
2-2: أصبح الاتحاد الأوربي قوة اقتصادية عالمية:
-يشكل الاتحاد الأوربي القوة الفلاحية الثانية في العالم
-يعتبر الاتحاد ثاني قوة صناعية في العالم رغم نقص بعض مصادر الطاقة
-يعتبر أول قوة تجارية عالمية حيث يحقق 38% من حجم المبادلات العالمية لكون صادراته من المنتوجات الصناعية تبلغ 85 %.
خاتمـة:استفادت دول الاتحاد الأوربي من التكتل الاقتصادي لبلدانها وهي تسير نحو الاندماج الاقتصادي لبلدانها في إطار أوربا موحدة.
اتحاد المغرب العربي: خيار استراتيجي للتكتل الإقليمي
مقدمـة: تأسس اتحاد المغرب العربي في إطار موجة التكتلات الإقليمية التي يعرفها العالم لمواجهة تحديا العولمة.- فما مراحل بناء اتحاد المغرب العربي؟- وما هي أهدافه؟- وكيف هي مكانته ضمن الاقتصاد العالمي؟
1- مر تأسيس اتحاد المغرب العربي بعدة مراحل لتحقيق أهداف متعددة:
1-1: المراحل الأساسية لتكوين اتحاد المغرب العربي:
• أبريل 1958: لقاء طنجة بين زعماء الحركة الوطنية في كل من المغرب والجزائر وتونس.
• شتنبر 1964: لقاء وزراء الاقتصاد والمالية في المغرب والجزائر وتونس وليبيا.
• نونبر 1967: انعقاد المؤتمر الخامس لوزراء الاقتصاد والمالية بتونس.
• 10 يونيو1988: "قمة زرالدة" بين زعماء الدول الخمس للتحضير لتأسيس إتحاد المغرب العربي.
• 17فبراير1989: لقاء مراكش بين زعماء الدول الخمس، وتوقيع معاهدة اتحاد المغرب العربي.
1-2: تسهر أجهزة الاتحاد على تحقيق عدة أهداف:
من الهياكل الإدارية لاتحاد المغرب العربي:
مجلس الرئاسة: يتكون من رؤساء دول المغرب العربي الخمس، ومن مهامه اتخاذ القرارات الهادفة لتحقيق أهداف الاتحاد.
• مجلس الشورى: يلعب دورا استشاريا، ويبدي رأيه في مشاريع القرارات.
• الهيئة القضائية: للفصل في المنازعات حول تطبيق المعاهدات.
• مجلس وزراء الخارجية: يُحضِّر دورات مجلس الرئاسة ويعرض أعمال اللجان.
• الأمانة العامة: تشرف على الجوانب التنظيمية وتسهر على إدارة الشؤون العامة. أما اللجان (كلجنة الأمن الغذائي، لجنة الاقتصاد والمالية، لجنة الموارد البشرية...)فتقوم بدراسة القضايا حسب التخصص.(أنظر الخطاطة الصفحة 93)من أهداف اتحاد المغرب العربي:
• تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري وتنمية المبادلات بين الدول المغاربية.
• الاهتمام بالتصنيع عن طريق تنسيق السياسة التصنيعية.
• توحيد السياسة الجمركية وطرق التفاوض مع الاتحاد الأوربي.
• العمل على تحقيق حرية تنقل الأشخاص والخدمات والسلع ورؤوس الأموال.
• تنمية التعليم والحفاظ على القيم الروحية وصيانة الهوية والقومية العربية.
2-أهمية تفعيل اتحاد المغرب العربي كخيار استراتيجي:
يمثل بناء المغرب العربي كوحدة إقليمية خيارا استراتيجيا بالنسبة لشعوب المنطقة، فالقوى الاقتصادية التي بإمكانها مواجهة المستقبل وزحف العولمة هي المجموعات الجيوسياسية الكبرى ذات الكثافة السكانية المرتفعة، والتي ترتبط فيما بينها باتفاقيات للتعاون والتكامل الاقتصاديين.تتوفر بلدان المغرب العربي مجتمعة على مؤهلات بشرية واقتصادية تؤهلها عند تكتلها في إطار إقليمي على الاندماج في الاقتصاد العالمي ومن الحصول على وزن اقتصادي وسياسي في العلاقات الدولية، وأن تصبح شريكا فعالا لمختلف التكتلات الإقليمية العالمية.
خاتمـة: لبناء مغرب عربي قوي وفعال، لابد من تجاوز الخلافات بين دول المنطقة وخاصة ملف الصحراء.
مفهومي التقدم والتخلف
الإشكالية : في ظل تباين وتعدد مفهومي التقدم والتخلف حدد المفهوم المناسب لكل منهما وكذا معايير تصنيف الدول اقتصاديا .
1- مفهوم التخلف : هو مصطلح اقتصادي يتمثل في عدم قدرة الدول
على تحقيق التطور الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية والتقدم الثقافي نتيجة عدم القدرة على الاستغلال الأمثل للإمكانات الذاتية المتوفرة بسبب معيقات شتى .
2- مفهوم التقدم : هو مصطلح اقتصادي يتمثل في قدرة الدول على
مواكبة التطور الاقتصادي وتحقيق الرفاهية الاجتماعي والازدهار الثقافي بسبب استغلالها الجيد والعقلاني لمواردها الطبيعية والبشرية المتوفرة .
3- معايير تصنيف الدول اقتصاديا : يتم تصنيف الدول اقتصاديا إلى متقدمة أو متخلفة تبعا لعدة معايير اقتصادية , اجتماعية , ثقافية , أهمها :
أ) المعايير الاقتصادية : وهي أبرز معايير التصنيف وتتمثل في :
- وضعية القاعدة الصناعية (تحويلية = تقدم , استخراجية = تخلف)
- نسبة العاملين في قطاع الصناعة :
العالم المتقدم أكبر من أو يساوي 30%
العالم المتخلف أكبر من أو يساوي 10%
- مدى القدرة على التحكم في التطور العلمي والتكنولوجي : كونه مفتاح الصناعة الحديثة .
- مقدار إنتاج واستهلاك الطاقة الكهربائية : لدورها الهام في شتى مجالات الحياة اليوم .
- مقدار انتاج صناعة الحديد والصلب : باعتبارها أم الصناعات اليوم .
- متوسط الدخل الوطني الخام :
الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 7000 مليار دولار
اللاووس والصومال أقل من 2 مليار دولار
ب) المعايير الاجتماعية :
- متوسط الدخل الفردي :
العالم المتقدم أكثر من 10 آلاف دولار سنويا
العالم المتخلف أقل من 500 دولار سنويا
- نسبة الزيادة الطبيعية السنوية :
العالم المتقدم أقل من أو يساوي 1%
العالم المتخلف أكبر من أو يساوي 2%
- نسبة التمدرس : العالم المتقدم حوالي 98% العالم المتخلف 60%
- متوسط العمر: العالم المتقدم ما بين 74سنة و 76سنة
العالم المتخلف 65سنة
- حالة التغذية : وهي مقدار ما يحصل عليه الفرد من حريرات غذائية في اليوم .
العالم المتقدم 4000 حريرة
العالم المتخلف أقل من أو يساوي 2500 حريرة
- نسبة الوفيات : بسبب أمراض سوء التغذية خاصة عند الأطفال .
- حالة الصحة:من خلال عدد الأطباء ونوعية الخدمات الصحية المقدمة لهم .
4- مفهوم عالم الشمال المتقدم وتحديده الجغرافي :
هو مصطلح جغرافي اقتصادي تمثله الدول الغنية المتطورة اقتصاديا والمزدهرة اجتماعيا وثقافيا , من مظاهر تطورها :
- تحقيقها للإكتفاء الذاتي
- تخصصها في تصدير المواد المصنعة وإحرازها لتقدم علمي وتكنولوجي .
والواقعة جغرافيا شمالا خط 30 شمالا في أمريكا وشمال خط35 شمالا في آسيا بالاضافة إلى دول جنوب إفريقيا وأستراليا ونيوزيلندا الواقعة جنوب الخطين .
5- مفهوم عالم الجنوب المتخلف وتحديده الجغرافي : هو مصطلح جغرافي اقتصادي تمثله الدول الفقيرة وغير المتطورة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا , من مظاهر تخلفها :
- عدم تحقيقها للإكتفاء الذاتي
- إقتصارها على تصديرها للمواد الأولية الخام .
- عدم تحكمها في التطور العلمي والتكنولوجي
والواقعة جغرافيا جنوب خط30 شمالا في أمريكا وجنوب خط 35 شمالا في آسيا عدا جنوب إفريقيا وأستراليا ونيوزيلندا المنتمين للعالم المتقدم (عالم الشمال) .
6- مفهوم التنمية : هو مصطلح اقتصادي يتمثل في مجموع الإجراءات والخطط والوسائل المعتمدة في استغلال الإمكانات الذاتية المتوفرة من أجل تحقيق الرقي الاقتصادي والازدهار الاجتماعي .
التاريــــــــــــــــخ
مقالة حول الحرب الباردة
مقدمة:
تحت تأثير الخط المشترك – المحور-تحالفت الايديولوجيتان الرأسمالية والاشتراكية خلال 1941 – 1945 وبزوال الخط المشترك تجدد الصراع بين المعسكرين في اطار الحرب البردة ، فما هو مفهومها ؟ وماهي أسبابها وماهي نتائجها ؟
مفهوم الحرب الباردة :صراع ايديولوجي واستراتيجي بين المعسكرين ،الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والاشتراكي برعاية الاتحاد السوفياتي استعملت جميع الوسائل ماعدى الأسلحة نتجددت بعدالحرب العالمية الثانية ولو بوتيرة متناقصة حتى الإعلان عن نهايتها في جانفي 1989 .
أسباب الحرب الباردة :- الاختلاف الايديولوجي بين النظريتين الاقتصاديتين (الرأسمالية والاشتراكية ) .
- نهاية الحرب العالمية الثانية وزول الخطر المحور بسقوط الأنظمة العسكرية .
- خروج الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الامريكية كقوى مستفيدة من الحرب العالمية الثانية .
- امتلاك الولايات المتحدة للسلاح والدمار الشامل عام 1945 (القنبلة الذرية ).
- امتلاك الاتحاد السوفياتي للسلاح والدمار الشامل سنة (1949) القنبلة الذرية.
- تخوف الدول الاستعمارية التقليدية (فرنسا+بريطانيا) من المد الشيوعي في أوروبا والعالم وتظارب المصالح القومية .
وسائل الحرب الباردة :
المشاريع الاقتصادية :
عبارة عن مساعدات مادية للسيطرة على مناطق النفوذ الحيوية مثل مشروع مارشال وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية (17 مليار $ ) الذي قدم إلى البلدان الاوروبية المنهارة اقتصاديا بعد الحرب العالمية الثانية في المقابل مساهمة الاتحاد السوفياتي في تمويل وانجاز السد العالي وبحيرة ناصر بمصر في عهد الزعيم جمال عبد الناصر.
الأحلاف العسكرية :
عبارة عن تنظيمات عسكرية هدفها حفظ الامن ومواجهة الخطر العسكري المحتمل ،مثل الحلف الأطلسي الذي تأسس سنة 1949م لحماية المعسكر الرأسمالي .
في المقابل حلف وارسو الذي تأسس سنة 1955 لحماية معسكر الاشتراكية .
الجاسوسية :
تنظيمات عسكرية شبه مدنية هدفها تحديد قدرات العدو العسكرية ،الاقتصادية والتكنولوجية وتصفية أعداء الأمة جسديا وسرقة المعلومات مثل : وكالة المخابرات C.I.A وجهاز المخابرات السوفياتية K.G.B ..
التسلح :
هو امتلاك الاسلحة التقليدية واسلحة ذات الدمار الشامل مثل : القنبلة الذرية – النووية –النيتروجينية حيث امتلكت الولايات المتحدة الامريكية القنبلة النووية سنة 1952 في حين امتلكها الاتحاد السوفياتي سنة 1953 وصار القاسم المشترك بينهما هو توازن الرعب .
وسائل الإعلام :
عبارة عن قنوات سمعية بصرية ومكتوبة هدفها الدعاية لمعسكر وشن حرب نفسية على العدو عبر تشويه صورته لدى الرأي العام العالمي وابراز محاسن المعسكر الذي تأيده .
الحروب الاقتصادية :
عبارة عن مواجهات عسكرية بين بعض الدول الحليفة للمعسكرين مثل الحرب الكوبية 1950-1953م والحرب الفيتنامية 1947 – 1954 .
المراحل والمظاهر :
وانقسمت إلى ثلاث مراحل :
المرحلة الأولى: 1945-1947 من أكثر الفترات حساسية في تاريخ العلاقات بين المعسكرين من مظاهرها :
- تأسيس هيئة الأمم المتحدة ONU بنييورك عام 1945 بنفوذ مساوي بين الكتلتين كحصول الولايات المتحدة الامريكية على مقعد دائم في مجلس الأمن فضلا عن حق الفيتو .
الفيتو- النقض.
- انشاء محكمة تورومبورغ لمقاضات مجرمي الحرب من النازيين .
- توقيع معاهدات سلام في 10/02/1947 م مع الدول المنهزمة مثل ايطاليا واليابان .
- بلشنة الاتحاد السوفياتي لبلدان أوربا الشرقية بعد تأسيس الديمقراطيات الشعبية وفصلها عن أوروبا الغربية الرأسمالية بستار حديدي.
- تضارب المواقف بين القطبين حول بعض القضايا الدولية مثل أزمة برلين .
- الثورة الصينية ، أزمة ولهيران … الخ.
المرحلة الثانية: 1947-1953 من أكثر الفترات توترا في العلاقات بين القطبين خاصة في ظل ادراك الغرب الرأسمالي أن السياسة الخارجية السوفياتية قائمة على مبدأ تصدير الشيوعية ودعم حركات التحرر في العالم ماديا ،عسكريا ، دبلوماسيا ، من مظاهر المرحلة الثانية .
مبدأ ترومان: مبادرة اقتصادية امريكية قادها الرئيس الامريكي هاري ترومان في مارس 1947 تفضي تقديم مساعدة مادية قيمتها 40 م $ لكل من اليونان وتركيا لمحاصرة المد الشيوعي .
مشروع مارشال :
هي مبادرة اقتصادية امريكية جاء بها وزير الخارجية الامريكي جورج مارشال قيمتها 12 مليار$ للدول الاوروبية المنهارة اقتصاديا جراء الحرب العالمية الثانية دون استثناء فاستفادت منه بريطانيا ،بلجيكا ،ايطاليا وألمانيا الغربية . ورفضته الاتحاد السوفياتي لأسباب ايديولوجية وسياسية .
في المقابل بادر السوفيات إلى اجراءات وقائية مضادة للحملة الرأسمالية تمثلت في :
مبدأ جدانوف :
مبادرة سياسية سوفياتية جاء بها أحد المقربين من الزعيم السوفياتي جوزاف ستالين في سبتمبر 1947 مضمونها ، دعم التنسيق بين الاحزاب الشيوعية في اوروبا والعالم في اطار الاممية الاشتراكية .
إنشاء الكومينفورم :
(مقره مدينة بالغراد ) أو مكتب الاعلام الشيوعي مقره مدينة بلغراد بيوغسلافيا في اكتوبر 1947 هدفه : دعم الانظمة الشيوعية وحركات التحرر اليسارية في العالم . وعاصمتها بون والمانيا الشرقية الاشتراكية عاصمتها برلين الشرقية .
- ازمة الصين : 1945- 1949 انتهت بانتصار القوات الشيوعية الصينية بقيادة الزعيم ماوتسي تونغ وتأسيس جمهورية الصين الشعبية 01/10/1949 .
- أزمة كوريا : 1950-1953 انتهت بتقسيم كوريا إلى دولتين شمالية اشتراكية عاصمتها بيونغ يونغ وجنوبية رأسمالية عاصمتها سيول أزمة الفيتنام : (الهند الصينية ) 1946-1954 من مضاعفاتها تقسيم الفيتنام إلى دولتين شمالية شيوعية عاصمتها هانوي وجنوبية رأسمالية عاصمتها سايقون. وقد لجأ كلا من القطبين إلى بناء أحلاف عسكرية أشهرها :
- الحلف الأطلسي : NATO : تأسس في 04 أفريل 1949 لدعم وحماية المعسكر الرأسمالي في كل من الولايات المتحدة ، انجليترا ، فرنسا ، كندا ، هلندا ، بلجيكا ،النرويج ، الرتغال ، ،ارلندا ،اسلندا ،لكسمبورغ ، اليونان ، تركيا ، ايطاليا ،ألمانيا الغربية .
- حلف وارسو : تأسس في 14/05/1955 م لدعم وحماية المعسكر الاشتراكي و حركات التحرر اليسارية ضم كل من الاتحاد السوفياتي ، المانيا الشرقية، المجر، بلغاريا، رومانيا، البانيا ، تشكسلوفاكيا .
المرحلة الثالثة: 1953- 1989 تميزت بالإنفراج تارة (التعايش السلمي) والتوتر تارة أخرى من مظاهرها :
- مشروع ايزنهاور : مساعدة مالية قدمها الرئيس الامريكي ايزنهاور في جانفي 1957 في دول المشرق العربي الهدف منها مواجهة الخطر الشيوعي وتأمين آبار النفط واسرائيل في المنطقة قيمتها 200 مليون $ .
الازمات الدولية : كثيرة أخطرها :
- أزمة الالسويس 1956 .
- أزمة أروبا الشرقية 1956 .
- أزمة برلين الثانية : 1961-1963 .
- أزمة كوبا 1963 .
- حرب أفغنستان 1979 – 1989 .
- حرب النجوم : مواجهة عسكرية وهمية أعلنها الرئيس الامريكي رونالد ريغان حيث ازدادت النفقات المالية الموجهة لتطوير الاسلحة النووية الفتاكة خاصة القنابل الجرثومية والصواريخ العابرة للقارات .
نتائج الحرب الباردة :
- تقسيم المجتمع الدولي ايديولوجيا إلى كتلتين متصارعتين.
- تقسيم الأراضي في بعض الدول إلى قسمين مثل ألمانيا ،كوريا ،اليمن
- امتلاك الأسلحة الفتاكة (ذرية ،نووية ،نتروجينية ،جرثومية … الخ ).
- بروز فكرة الردع النووي (توازن الرعب ) .
- بروز فترة التعايش السلمي .
- نجاح الثورات الوطنية المسلحة مثل ( الثورة الكوبية ،الثورة الصينية ،الثورة الجزائرية).
- تأسيس حركة عدم الانحياز 1961 لتخفيف من حدة التوتر بين المعسكرين .
- ظهور دول المعجزة الاقتصادية (اليابان،المانيا ).
الاستنتاج :شكلت الحرب الباردة مخاطرة على الأمن والسلم الدوليين كادت تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة (الحرب النووية
القضية الفلسطينية
مقدمـة :تعتبر القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي من أهم القضايا الراهنة المطروحة على الساحة الدولية.
- فما هي جذور القضية الفلسطينية؟
- و ما هي تطورات الصراع العربي الإسرائيلي؟
І – توافقت الأطماع الإمبريالية والصهيونية للسيطرة على فلسطين:
1 – هدفت الصهيونية إلى تكوين وطن لليهود بفلسطين:
ظهرت الحركة الصهيونية بأوربا الشرقية أواخر القرن 19م، وسعت إلى إنشاء دولة يهودية بأرض فلسطين، وقد تبلورت أهدافها على يد "تيودور هرتزل" الذي كان وراء انعقاد مؤتمر بال بسويسرا الذي أكد أن اليهودية ليست دين بل أيضا قومية، ودعا إلى جمع شتات اليهود.
رحبت بريطانيا بالأطماع الصهيونية لأنها تخدم مصالحها بقناة السويس، كما أنها كانت في حاجة لمساعدة اليهود لها ضد ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، فقدمت لهم وعدا بتكوين دولتهم «وعد بلفور- 2 نونبر 1917»، كما أن عصبة الأمم بوضعها فلسطين تحت الانتداب البريطاني (24 يوليوز 1922) سهلت بداية سيطرة الصهاينة عليها.
2 – سهلت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية تحقيق أطماع الصهاينة بفلسطين:
عملت الإدارة البريطانية على السماح بهجرة اليهود إلى فلسطين، وأعطتهم امتيازات اقتصادية مهمة، حيث أسسوا "الوكالة اليهودية" للتهييء لإقامة دولتهم فبدؤوا في السيطرة على الأراضي الفلسطينية وإقامة المدارس والمستوطنات وتشكيل مليشيات صهيونية.
واجه الفلسطينيون هذه الأطماع بوسائل متعددة، كتقديم عرائض الاحتجاج وتنظيم إضرابات عامة والقيام بانتفاضات وثورات أهمها الثورة المسلحة لعز الدين القسام سنة 1935م، وكلها ووجهت بالقمع من طرف السلطات البريطانية.
خلال الحرب العالمية الثانية انتقل ثقل الحركة الصهيونية من إنجلترا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فبدأ الرأي العام الأمريكي بتوجيه من اللوبي الصهيوني يميل إلى التعاطف معها، فاتخذ الكونغرس قرارا يساند إنشاء وطن قومي لليهود بفلسطين، كما أصدر سنة 1944 قرارا آخر يساند فيه الهجرة غير المحدودة وتأسيس الدولة اليهودية على حساب الفلسطينيين خاصة مع تنامي المصالح البترولية الأمريكية بالشرق الأوسط.
ІІ – الصراع العربي الإسرائيلي وتطورات القضية الفلسطينية:
1 ـ ظهور الصراع العربي الإسرائيلي:
أصدرت هيئة الأمم المتحدة سنة 1948 قرارا يقضي بتقسيم فلسطين إلى جزء عربي وآخر يهودي، في حين تم تدويل مدينة القدس، فحصل اليهود الذين لا يمثلون سوى 31% من السكان على 55% من الأراضي في حين خصص الباقي للفلسطينيين الذين عارضوا خلق دولة يهودية فوق الأراضي العربية.
أدى الإعلان عن قيام دولة إسرائيل يوم 14 ماي 1947 إلى اندلاع مجموعة من المواجهات مع الفلسطينيين تطورت إلى حروب مع الدول العربية التي انهزمت في حربي 1948 و 1967 حيث وسعت إسرائيل حدودها على حساب الدول المجاورة، كما أنها شاركت في العدوان الثلاثي ضد مصر سنة 1956، في حين أن حرب أكتوبر 1973 أظهرت الإمكانيات الهائلة لقوة عربية موحدة.
2 ـ تطورات القضية الفلسطينية:
أنشأ الفلسطينيون منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1964 التي أصبحت سنة 1974 الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، كما أن الأمم المتحدة طالبت بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
تبين لإسرائيل بعد حرب أكتوبر لسنة 1973 أن القوة العسكرية لا تكفي لفرض الأمر الواقع، فدخلت في مفاوضات مع الدول العربية انتهت بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد مع مصر سنة 1978 ومعاهدة سلام مع الأردن 1994.
أطلق الفلسطينيون سنة 1978 انتفاضة أطفال الحجارة التي أرغمت إسرائيل على الدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين، أسفرت عن عقد عدة مؤتمرات وتوقيع اتفاقيات ( مدريد 1991 – غزة أريحا أولا 1993 –اتفاقية أوسلو الثانية 1995...) إلا أن التعنت الإسرائيلي دفع الفلسطينيين إلى إطلاق الانتفاضة المسلحة ابتداء من أكتوبر 2000.
خاتمـة :
نجح الفلسطينيون في تحريك الانتفاضة، ونادوا بالأرض مقابل السلام، إلا أن الإيديولوجية الصهيونية
تشكل عائقا أمام حصول الفلسطينيين على حقوقهم.