كيف" علـم و"لمـاذا" فلسفـة
وهمـا نبـع لنهـر المعرفـة
"كيف" لا تبقى طويـلا حينمـا
تكتسي في ليلها ثـوب الصفـة
و"لمـاذا" تتمـادى فـي غـد ٍ
أمسـه نحيـاه حتـى نعرفـه
"كيف" عصف الريح يخبو بعدها
و"لماذا" صمت ريـح عاصفـة
"كيـف" لا تجتـاح إلا شمسنـا
و"لمـاذا" فـي مـدار ٍ عاكفـة
وب"كيف" الحب وهـم كـاذب
و"لمـاذا" حبهـا لـن نكشفـه
رب "كيف" اتهموهـا بالهـوى
في سؤال من "لمـاذا" مجحفـة
أخبرتهم أنهـا فـي هـا هنـا
منذ بدء الكـون كانـت واقفـة
وبـأن الوصـل يلقـاه الـذي
جاء مشتاقـا بـروح ٍ خائفـة
أخبروهـا أنهـا تدعـو إلـى
شبهـات ٍ وأمـور ٍ مؤسـفـة
وبـأن الحكـم أن تنفـى إلـى
"هكذا" حتـى تجـيء الراجفـة
سألتهـم عـن "لمـاذا" أينهـا
نُفـيـت أم أنـهـا مستأنـفـة
ضحكـوا ثـم تـواروا خلفهـا
تركوهـا فـي جـراح نازفـة
أدركـت أن "لمـاذا" أُعدمـت
دون حكم ٍ في العقول الزائفـة
عجبت من كل شـيء حولهـا
ذُهلت من عزف لحن العاطفـة
ومن الإصغاء فـي جمهـوره
رغم أصوات النشـاز المقرفـة
وسوست في نفسهـا لـو أنهـا
حاولت فـي خفيـة أن تعزفـه
هل بهذا اللحن سحر يـا تـرى
أم قلوب الناس تهـوى عازفـه
فاستعاذت واستعـادت وعيهـا
ثم تابـت خـوف أن تستألفـه
بقيـت مكبوتـة ليـس لـهـا
أي سعي غير رصـد التكلفـة
وانزوت في الركن لما اقتنعـت
أن أحـداث الليالـي منصفـة
هكذا في "هكذا" الأمـر انتهـى
نكـراتٌ ليـس فيهـا معرفـة