الجواب :
مَن قرأ مِن أثناء السورة ، فالمشروع أن يَستعيذ الإنسان بالله من الشيطان الرجيم ، لقوله تعالى : (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) .
قال ابن كثير : هذا أمْرٌ مِن الله تعالى لعباده على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم : إذا أرادوا قراءة القرآن ، أن يستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم . وهو أمْرُ نَدْبٍ ليس بواجب ، حكى الإجماع على ذلك الإمام أبو جعفر بن جرير وغيره من الأئمة ... والمعنى في الاستعاذة عند ابتداء القراءة ، لئلا يُلَبِّس على القارئ قراءته ويخلط عليه ، ويمنعه من التدبر والتفكر ، ولهذا ذهب الجمهور إلى أن الاستعاذة إنما تكون قبل التلاوة . اهـ .
وتُشرع البسملة عند القراءة من أوّل السورة ، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يكتبون البسملة في أولّ كل سورة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، ولذلك لم يكتب الصحابة رضي الله عنهم البسملة في أول سورة التوبة باعتبار أنها امتداد لِمَا في سورة الأنفال .
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
من قرأ القرآن الكريم من وَسَط السورة ، فإنه يَبدأ بالاستعاذة من الشيطان ، ثم يقرأ ولا يُسَمِّي ؛ لقوله تعالى : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) .
وأما مَن قَرأ مِن أول السورة فإنه يُسَمِّي بعد الاستعاذة ، إلاَّ في أول سورة التوبة فلا تُشْرَع فيها تَسمية . اهـ .
وقال شيخنا العثيمين رحمه الله : الصحيح أن البسملة إذا قرأ الإنسان مِن أثناء السورة لا تُسْتَحَب ؛ لأن الله قال في كتابه : (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) ، ولم يأمر بِسِوى ذلك .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد