"اليوم وغدا ودائما ، مع برشلونة في القلب" ، جملة قالها قبل عدةأعوام البرتغالي جوزيه مورينيو ، الذي تحول الآن إلى "عدو" لكتالونيا ،تحديدا قبل زيارته الأولى إلى "كامب نو" كمدير فني للغريم الأكبر ريالمدريد.
وعاد المدرب وقال قبل فترة ليست ببعيدة هذه المرة :"لن يغفروا لي أبداأنني منعتهم من الفوز بدوري الأبطال في سانتياجو برنابيو" ، متيقنا من أنجماهير كتالونيا لن تتذكر له عمله كمساعد لبوبي روبسون ولويس فان جال فيبرشلونة ، قبل أن يبدأ العمل كمدير فني.
وتسببت المواجهة أمام تشيلسي في عصر برشلونة الذي كان يدربه الهولنديفرانك ريكارد في تأجيج المشاعر في نفوس ساكني "كامب نو". وازدادت الأمورحدة في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال العام الماضي ، عندما أطاح إنترميلان ببرشلونة وفاز بعروس الألقاب القارية للأندية في سانتياجو برنابيو ،الذي بات الآن بيته ومعقله.
وعلى مدار الموسم الحالي أطلق مورينيو ، العاشق دوما لإثارة الجدل ، بعضالأسهم تجاه الكتالونيين. واليوم سيتكلم من جديد في مؤتمر صحفي قبل 24ساعة من مباراة "الكلاسيكو"، فهل سيهاجم مرة أخرى كي يجذب كل الأنظار؟
في الوقت الحالي وحتى الآن ، لا يزال برشلونة محتفظا بتواضعه. فلا يرد علىمورينيو ويحاول البقاء خارج الصراع الذي يحسم في النهاية بين 11 لاعبا منكل فريق.
وقال كارلس بويول قائد برشلونة أمس :"ليست مباراة أمام مورينيو. إنها مباراة برشلونة وريال مدريد".
أما رئيس النادي الكتالوني ساندرو روسيل فكان قد صرح الأربعاء الماضي بأن"أغلب أعضاء النادي يعتقدون بأن علينا استقباله بتشجيع فريقنا ، بأن نكونمحترمين ومتمدنين ومهذبين. علينا التركيز في شأننا".
والهدف هو ألا تشتعل المدرجات ويتشتت انتباهها مع مورينيو ، الذي يصف نفسه بأنه شخص غير مرغوب فيه في "كامب نو" رغم ماضيه الكتالوني.
ويذكر "الكلاسيكو" المقبل بشكل أو بأخر بتلك الليلة في 23 تشرينثان/نوفمبر عام 2002 ، عندما كان اللاعب البرتغالي لويس فيجو يتأهب لزيارة"كامب نو" للمرة الأولى بعد انتقاله إلى ريال مدريد. كانت ليلة وكأنالهواء قد غاب عنها ، حيث تركت صورة لن تنسى عندما ألقي رأس سكين منالمدرجات صوب "الخائن".
ومع ذلك فإن رغبة التهدئة من جانب النادي الكتالوني تتناقض مع الصحافة في كتالونيا ، التي تسن السكين لمورينيو.
فقد وصفت صحيفة "سبورت" مورينيو في 15 تشرين ثان/نوفمبر الجاري بأنه"مستظرف وأناني ومستبد". وربطت نفس الصحيفة بين المدير الفني البرتغاليوطبيعة أهل مدريد: "ليست صدفة أن المدرب الأكثر غرورا في الكرة العالميةيجلس على مقاعد الاحتياط في برنابيو كما لو كان نجما سينمائيا".
وأضاف أنه "يسعى إلى الشهرة أكثر من اللاعبين أنفسهم ، يحب الاستفزازبتصريحاته ، وهو قادر على قول نصف الحقيقة من أجل كسب المزيد من الأعداء.مورينيو بطبيعته وشخصيته يبدو لائقا للغاية مع طبيعة أهل مدريد".
أما الصحيفة الرياضية الأخرى في برشلونة "موندو ديبورتيفو" فلم تقل عننظيرتها هجوما. وقالت :"مورينيو يشعر بالتأقلم على الرمال المشتعلة وكلماازدادت حرارة الأجواء السابقة على مباراة ما ، كلما كان شعوره أفضل.مسيرته في البرتغال وإنجلترا وإيطاليا ، التي شهدت غرورا مع زملائه فيالمهنة وجماهير الفرق المنافسة ، تؤكد ذلك". كما اعتبرت نفس الصحيفة أنمجرد وجود البرتغالي "يشعل برشلونة"، السبب الذي يبرر إجراءات أمنية غيرمسبوقة ستتم يوم المباراة.
وتبدو الصحافة المدريدية أكثر تسامحا مع جوارديولا ، المدير الفني المعتدلإلى حد بعيد مقارنة بمورينيو ، رغم أن قطاعا منتقدا له قد ظهر مؤخرا فيالعاصمة الأسبانية.
وفي مباراة الإياب للدور قبل النهائي لدوري الأبطال العام الماضي ، اقتربمورينيو من جوارديولا عند الخط وهمس له بكلمة في واحدة من أكثر المواقفالتي لفتت الانتباه. ولو تكرر المشهد غدا ، سينتفض "كامب نو" بالتأكيد ضدالمدرب البرتغالي ، الذي يبدو وكأنه قد استعذب دور "شرير الفيلم".