فسدنا و أفسدنا عندما نسينا أصلنا .....
نحن ماء و تراب.....
أيها الانسان .. تحل بصفات العناصر التي منها خلقت...
كن كالماء....
صافيا ..نقيا...طاهرا...
تأتي بالخير و النفع أينما حللت ....
صابرا..مثابرا..لا تعرف الملل و لا الفتور....
.مؤثرا فعالا لا تهن عزيمتك..ألا ترى الماء كيف ينحت الصخر رغم أنه يبدو أضعف منه ؟؟؟
كن مثل الأرض التي منها و إليها المعاد ....
الأرض الخيرة المعطاءة....
التي كلما رويتها و تعهدتها بالعناية و الرعاية نمت و أثمرت و أغدقت من الخير الكثير ....
اجعل نفسك زكية تعبق بالطيب في كل حين ....
ألا تشم أحلى رائحة لتراب الأرض حينما تخالطه أولى قطرات المطر الطهور؟.....
و أنت خلقت منهما , فلا تفسد طهارتك بدنس المعاصي ..
كن كعناصر التراب و الطبيعة...
كالحديد صلبا متينا في الحق ..
,تصقلك الضربات القوية و لا تكسرك..
تصهرك نار الشدائد و تنقيك و تزيدك تماسكا و قوة..
كالذهب نقيا خالصا لا تغيره العوامل الخارجية مهما أتت عليه...
كن كباقي المخلوقات من حولك......
كالزهرة النضرة...
تهدي عبيرها الفواح دون مقابل...
كالشجرة المثمرة..
تحمي بظلها كل غاد و رائح..
تهدي ثمارها لكل طالب و جائع...
تقابل بالعطاء حتى من يقذفها بحجر, فكل إناء بما فيه ينضح...
كالبذرة الصغيرة..
ضعيفة؟نعم! و لكنها تحتمي برحم الأرض و تشق طريقها بهدوء حتى تخرج نبتا قويا راسخا رسوخ الحق....
كالسنبلة.....
خرجت من رحم حبة فأنبتت ( بفضل الله ) مئة حبة....
مرنة مهما عصفت بها الريح تبقى ثابتة لا تغادر أرضها فجذورها أقوى من أي ريح....
كن كالنحلة الصغيرة..
لا تقع إلا على أطايب الزهر...و لا تلتقط إلا أنقى الرحيق ...و لا تخرج إلا أطهر و أصفى شراب....
كالنملة الضعيفة (فيما يبدو)....
مصرا على هدفك ..لا تحيد عنه مهما حصل حتى تبلغه....
لا توقفك الصعوبات و لا توهن عزيمتك العوائق...بل تزيدك همة و نشاطا....
كن كالطبيعة كلها ....
ألا تراها تعاكس الفراغ و تأباه ؟؟؟؟
ألا ترى كيف يسري الماء في أصغر الشقوق يملؤها ؟؟؟
فكيف بك ( أيها الانسان) تترك نفسك نهبا للفراغ و أنت أكرم مخلوقات الله ؟؟؟؟
كن مع الله عبدا خاضعا باختيارك متناغما مع حركة الكون من حولك تسعد في الدنيا و الآخرة.....
فما خلقك ليشقيك و ما جاء بك للأرض ليعذبك إنما سخر لك كل شئ و كرمك و فضلك على كل خلق سواك.
( و لقد كرمنا بني ادم و حملناهم في البر و البحر و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )