إن تعريف الإنسان قضية معقدة تتداخل فيها معايير فيزيولوجية واجتماعية وفلسفية وحضارية لكن الباحثين يتفقون على شروط أساسية تميز الإنسان من بقية الكائنات أهمها من الناحية الفيزيولوجية, القامة المنتصبة أي قدرة السير على قدمين بدلاً من أربعة ثم حجم الدماغ الكبير ومن الشروط الحضارية للأنسنة القيام بالعمليات الذهنية المعقدة, أي الذكاء, الذي مكن الإنسان الأول من التحكم بمحيطهوغخضاعه لحاجاته وقد تجسد هذا الذكاء بشكل تفكير هادف ومنظم قاده إلى صنع الأدوات والأسلحة الحجرية التي تعد الدليل الإنساني الأهم لذلك فإن بداية المجتمع الإنسانية هي لحظة صنع الأداة الأولى كما تؤدي اللغة والحياة الإجتماعية دوراً عظيماً في تعريف الإنسان على الرغم من أن هذه الصفات لا تنطبق عليه بل إنها تخص الحيوانات أيضاً.
بدءاً من حوالي 2,5 مليونة سنة بدأ الباحثون عن الإنسان يتحدثون بالمعنى الكامل علماً أن هناك تأثيراً متبادلاً بين كل الصفات الفيزيولوجية والحضارية لأن القامة المنتصبة وحجم الدماغ الكبير ساعدا على صنع الأدوات كما أن هذه الأدوات قد أدت إلى زيادة مرونة الجسم والأطراف وإلى كبر حجم الدماغ الذي تضاعف مرتين تقريباً عما كان عليه وقت ابتكار الأداة الأولى.