فوائد مختارة من كتاب الوابل الصيب لابن القيم
بقلم : سليمان اللهيميد .
1 } ما أركان الشكر ؟
الشكر مبني على ثلاثة أركان : الاعتراف بالنعمة باطناً ، والتحدث بها ظاهراً ، وتصريفها في مرضات وليها ومسديها ومعطيها ، فإذا فعل ذلك فقد شكرها مع تقصيره في شكرها . 6 .
2 } ما تعريف الصبر ؟
هو حبس النفس عن التسخط بالمقدور ، وحبس اللسان عن الشكوى ، وحبس الجوارح عن المعصية ، كاللطم ، وشق الثياب ، ونتف الشعر ونحو ذلك . 6 .
3 } ما الحكمة من ابتلاء الله لعبده بالمحن ؟
إن الله تعالى لم يبتله ليهلكه ، وإنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته ، فإن لله تعالى على العبد عبودية في الضراء ، كما له عليه عبودية في السراء ، وله عليه عبودية فيما يكره كما له عليه عبودية فيما يحب ، وأكثر الخلق يعطون العبودية فبما يحبون ، والشأن في إعطاء العبودية في المكاره ، ففيه تفاوتت مراتب العباد ، وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى . 6 .
4 } ما علامة إرادة الله بعبده الخير ؟
إذا أراد الله بعبده خيراً فتح له من أبواب التوبة ، والندم ، والانكسار ، والذل ، والافتقار ، والاستعانة به ، وصدق الملجأ إليه ، ودوام التضرع ، والدعاء ، والتقرب إليه بما أمكن من الحسنات . 8 .
5 } ماذا جمع النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث [ أبوء لك بنعمتك عليّ ، وأبوء بذنبي ] ؟
جمع بين مشاهدة المنة ، ومطالعة عيب النفس والعمل .
فمشاهدة المنة توجب له المحبة والحمد والشكر لولي النعم والإحسان .
ومطالعة عيب النفس والعمل توجب له الذل والانكسار والافتقار والتوبة في كل وقت . 10 .
6 } ما أقرب باب دخل منه العبد على ربه ؟
أقرب باب دخل منه العبد على الله تعالى باب الإفلاس ، فلا يرى لنفسه حالاً ، ولا مقاماً ، ولا سبباً يتعلق به ، ولا وسيلة منه يمنّ بها . 10 .
7 } يستقيم القلب بشيئين ، ما هما ؟
استقامة القلب بشيئين :
أحدهما : أن تكون محبة الله تعالى تتقدم عنده على جميع المحاب ، فإذا تعارض حب الله وحب غيره ، سبق حب الله حب ما سواه ، وما أسهل هذا بالدعوى ، وما أصعبه بالفعل .
الثانية : تعظيم الأمر والنهي ، وهو ناشئ عن تعظيم الآمر والناهي . 12 .
8 } ما مصير من أحب شيئاً سوى الله ، ومن خاف غير الله ؟
قضى الله قضاء لا يرد ولا يدفع ، أن من أحب شيئاً سواه عذب به ولا بد ، وأن من خاف غيره سلط عليه ، وأن من اشتغل بشيء غيره كان شؤماً عليه ، ومن آثر غيره عليه لم يبارك فيه . 12 .
9 } ما أول مراتب تعظيم الله عز وجل ؟
أول مراتب تعظيم الحق عز وجل : تعظيم أمره ونهيـه . 12 .
10 } ما علامة تعظيم الأوامر ؟
رعاية أوقاتها وحدودها ، والتفتيش على أركانها وواجباتها وكمالها ، والحرص على تحسينها وفعلها في أوقاتها والمسارعة إليها عند وجوبها ، والحزن والكآبـة والأسف عند فوت حق من حقوقها . 13 .
11 } بماذا تتفاضل الأعمال عند الله ؟
بتفاضــل ما في القلـوب من الإيمان والإخلاص والمحبة وتوابعها . 15 .
12 } ما أهم شيء في العمل ؟
ليس الشأن في العمل ، إنما الشأن كل الشأن في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه . 16 .
13 } ما أهم شيء ينبغي على العبد أن يفتش عنه في عمله ؟
معرفة ما يفسد الأعمال في حال وقوعها ، ويبطلها ويحبطها بعد وقوعها من أهم ما ينبغي أن يفتش عليه العبد ، ويحرص على عمله ويحذره . 18 .
14 } ما علامات تعظيم المنــاهي ؟
الحرص على التباعد من مظانها وأسبابها وما يدعو إليها ، ومجانبة كل وسيلة تقرب منها .
وأن يغضب لله عز وجل إذا انتهكت محارمــه ، وأن يجد في قلبه حزناً وكسرة إذا عصى الله في أرضه .
وأن لا يسترسل مع الرخصة إلى حد يكون صاحبه جافياً غير مستقيم على المنهج الوسط . 22 .
15 } ما أمر الله بأمر إلا كان للشيطان نزغتان ما هما ؟
إما تقصير وتفريط ، وإما إفراط وغلو ، فلا يبالي بما ظفر من العبد من الخطيئتين . 25 .
16 } ما علاج إذا ضعفت النفس عن ملاحظة قصر الوقت وسرعة انقضائه ؟
إن ضعفت النفس عن ملاحظة قصر الوقت وسرعة انقضائه ، فليتدبر قوله عز وجل [ كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثــوا إلا ساعة من نهار ] .
وقوله عز وجل [ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ] . 28 .
17 } إلى كم قسم ينقسم الالتفات في الصلاة ؟
الالتفات المنهي عنه في الصلاة قسمان :
أحدهما : التفات القلب عن الله عز وجل إلى غير الله تعالى .
والثاني : التفات البصر ، وكلاهما منهي عنه . 35 .
18 } ما مثل من يلتفت في صلاته ؟
مثل من يلتفت في صلاته ببصره أو بقلبه ، مثل رجل استدعاه السلطان ، فأوقفه بين يديه ، وأقبل يناديه ويخاطبه ، وهو في خلال ذلك يلتفت عن السلطان يميناً وشمالاً ، وقد انصرف قلبه عن السلطان ، فلا يفهم ما يخاطبه به ، لأن قلبه ليس حاضراً معه ، فما ظن هذا الرجل أن يفعل به السلطان ، أفليس أقل المراتب في حقه أن ينصرف من بين يديه ممقوتاً مبعداً قد سقط من عينيه ؟ 36 .
19 } ما تعريف الصوم الشرعي ؟
الصائم هو الذي صامت جوارحه عن الآثام ، ولسانه عن الكذب والفحش وقول الزور ، وبطنه عن الطعام والشراب ، وفرجه عن الرفث ، هذا هو الصوم المشروع ، لا مجرد إمساك عن الطعام والشراب . 46 .
20 } هل للصدقة تأثير في دفع البلاء .
إن للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء ، ولو كانت من فاجر أو ظالم ، بل من كافر ، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء ، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم ، وأهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم جربوه . 51 .
21 } ما الفرق بين الشح والبخل ؟
الشح : هو شدة الحرص على الشيء والإحفاء في طلبه والاستقصاء في تحصيله ، وجشع النفس عليه .
والبخل : منع إنفاقه بعد حصوله وحبه وإمساكه . 55 .
22 } أذكر أنواع السخاء ؟
السخاء نوعــان :
فأشرفهما : سخاؤك عما بيد غيرك . والثاني : سخاؤك ببذل ما في يدك .
فقد يكون الرجل من أسخى الناس وهو لا يعطيهم شيئاً ، لأنه سخا عما في أيديهم . 56 .
23 } ما أسباب صدأ القلب ، وما جلاء ذلك ؟
صدأ القلب بأمرين : بالغفلة والذنب ، وجلاؤه بشيئين : بالاستغفار والذكر . 67 .
24 } كيف تنال محبة الله ؟
من أراد أن ينال محبة الله فليلهج بذكره . 69 .
25 } اذكر فضل عظيم من فضائل الذكر ؟
أنه يورثُهُ ذكرَ الله تعالى له ، كما قال تعالى [ فاذكروني أذكركم ] .
ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلاً وشرفاً . 70 .
26 } الذكر سبب في اشتغال اللسان عن الغيبة كيف ذلك ؟
لأن العبد لا بد له من أن يتكلم ، فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى ، وذكر أوامره ، تكلم بهذه المحرمات أو بعضها ، ولا سبيل إلى السلامة منها البتة إلا بذكر الله تعالى . 72 .
وقال رحمه الله في موضع آخر :
فإما لسان ذاكر ، وإما لسان لاغ ، ولا بد من أحدهما ، فهي النفس إن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل وهو القلب ، إن لم تسكنه محبة الله سكنه محبة المخلوقين ولا بد ، وهو اللسان ، إن لم تشغله بالذكر شغلك باللهـو ، وهو عليك ولا بد ، فاختر لنفسك إحدى الخطتين ، وأنزلها إحدى المنزلتين . 132 .
27 } اذكر بعض الأقوال التي ذكرها ابن القيم عن شيخه ابن تيمية ؟
قال سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة .
وقال لي مرة : ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري ، إن رحت فهي معي لا تفارقني ، وإن حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحـة .
وكان يقول في محبسه في القلعة : لو بذلت لهم ملء هذه القلعـة ذهباً ما عدل عندي شكر هذه النعمـة .
وكان يقول في سجوده وهو محبوس : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .
وقال لي مرة : المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى ، والمأسور من أسره هواه .
28 } كيف تذاب قسوة القلب ؟
فما أذيبت قسوة القلوب بمثل ذكر الله عز وجل . 115 .
29 } ما أفضل الذكر ؟
أفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان . 145 .
30 } أيهما أفضل ذكر القلب وحده ، أو ذكر اللسان وحده ؟
ذكر القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده ، لأن ذكر القلب يثمر المعرفة ، ويهيج المحبة ، ويثير الحياء ، ويبعث على المخافة ، ويدعو إلى المراقبة ، ويزع عن التقصير في الطاعات ، والتهاون في المعاصي والسيئات ، وذكر اللسان لا يثمر شيئاً من ذلك الإثمار ، وإن أثمر شيئاً منها فثمرة ضعيفة . 145 .
31 } أيهما أفضل الذكر أم الدعاء ، مع بيان السبب ؟
الذكر أفضل من الدعاء ، لأن الذكر ثناء على الله بجميل أوصافه وآلائه وأسمائه ، والدعاء سؤال العبد حاجته فأين هذا من هذا ؟ 146 .
32 } أيهما أفضل الدعاء الذي يتقدمه الذكر والثناء ، أم الدعاء المجرد ؟
الدعاء الذي يتقدمـه الذكر والثناء ، أفضل وأقرب إلى الإجابـة من الدعاء المجرد ، فإن إنضاف إلى ذلك إخبار العبد بحاله ومسكنته وافتقاره واعترافه كان أبلغ في الإجابة وأفضل . 148 .
33 } ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم [ من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ] ؟
الصحيح : أن معناها كفتاه من شر ما يؤذيه ، وقيل : كفتاه من قيام الليل ، وليس بشيء . 161 .
34 } ما صحة الأذكار التي يقولها العامة على الوضوء عند كل عضو ؟
لا أصل لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أحد من الصحابة والتابعين ولا الأئمة الأربعة . 228 .
35 } هل يكفي في التوبة من الغيبة الاستغفار للمغتاب ، أم لا بد من إعلامه وتحليله ؟
في هذه المسألة قولان للعلماء : والصحيح أنه لا يحتاج إلى إعلامه ، بل يكفيه الاستغفار له وذكره بمحاسن ما فيه في المواطن التي اغتابه فيها ، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية .
منقول للفائده