عاصم بن ثابت
عاصم بن ثابت رضي الله عنه هو عاصـم بن ثابـت بن أبي الأقْلَح في يـوم أحد أبلى بلاء عظيما فقتل مُسَافع ابن طلحة وأخاه الجُلاس بن طلحة كلاهما يُشعـره سهماً فيأتي أمه سُلافة فيضع رأسه في حجرها فتقول
يا بني من أصابك ؟)000فيقول
سمعت رجلا
حين رمانـي وهو يقول : خذهـا وأنا ابن أبي الأقلـح )000فنذرت أن أمكنها اللـه من رأس عاصم أن تشرب فيه الخمر000 يوم الرجيع في سنة ثلاث للهجرة ، قدم على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد غزوة أحد نفر من عَضَل والقَارَة فقالوا
يا رسول الله ، إن فينا إسلاما ، فابعث معنا نفراً من أصحابك يفقهوننا في الدين ، ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام )000فبعث معهم مرثد بن أبي مرثد ، وخالد بن البكير ، وعاصم بن ثابت ، وخبيب بن عدي ، وزيد بن الدثنة ، وعبدالله بن طارق ، وأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- على القوم مرثد بن أبي مرثد000 فخرجوا حتى إذا أتوا على الرجيع ( وهو ماء لهذيل بناحية الحجاز على صدور الهدأة ) غدروا بهم ، فاستصرخوا عليهم هذيلا ، ووجد المسلمون أنفسهم وقد أحاط بهم المشركين ، فأخذوا سيوفهم ليقاتلوهم فقالوا لهم
إنا والله ما نريد قتلـكم ، ولكنا نريد أن نصيـب بكم شيئا من أهل مكـة ، ولكم عهد الله وميثاقـه ألا نقتلكم )000فأما زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي وعبد الله بن طارق فلانوا ورقّوا فأعطوا بأيديهم فأسروهم000(وإن استشهدوا لاحقا بمواقف مختلفة)000وأما مرثد بن أبي مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت فقالوا
والله لا نقبل من مشرك عهدا ولا عقدا أبدا )000وقال عاصم :(000 ما علّتي وأنا جَلـدٌ نابل000والقوس فيها وَتَرٌ عُنابل تزلُّ عن صفحتها المعابل000الموتُ حقٌّ والحياةُ باطلُ وكل ما حَـمُّ الإلهُ نازل000بالمرء والمرء إليه آئـل إن لم أقاتلكم فأمي هابلُ عهد الله ثم قاتلوا القوم وقتلوا000فلما قُتِلَ عاصم أرادت هُذيل أخذ رأسه ليبيعوه من سُلافة بنت سعد بن شُهَيد وكانت قد نذرت حين أصاب ابنيها يوم أحد : لئن قدرت على رأس عاصم لتشربن في قحفه الخمر ، فمنعتْه الدَّبْر فلما حالت بينه وبينهم الدَّبْرُ قالوا
دعوه حتى يمسي فتذهب عنه فنأخذه )000فبعث الله الوادي فاحتمل عاصماً فذهب به ، وقد كان عاصم قد أعطى الله عهداً ألاَّ يمسّه مشركٌ ولا يمسَّ مشركاً أبداً تنجُّساً ، فكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول حين بلغه أن الدَّبْرَ منعته
يحفظ الله العبد المؤمن ، كان عاصم نذر ألا يمسّه مشرك ولا يمس مشركاً أبداً في حياته ، فمنعه تالله بعد وفاته ،