المـــذاهب الفقهية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

المذاهب الفقهية
نشأت المذاهب الفقهية المتعددة في دور نضج الفقه الإسلامي واكتماله ، أي في الفترة التي تبدأ من أوائل القرن الثاني الهجري تقريبا إلي منتصف القرن الرابع الهجري ، وأشهر المذاهب السنية التي كتب لها البقاء وظل العمل بها إلي هذا الوقت هي : المذهب الحنفي والمذهب المالكي والمذهب الشافعي والمذهب الحنبلي . ومن مذاهب الشيعة مذهب الزيدية ومذهب الإمامية.
وهناك مذاهب سنية أخري انقرضت ولم يطل العمل بها ، كمذهب الأوزاعي ( المتوفى عام 157هـ ) ومذهب سفيان الثوري ( المتوفى عام 161هـ ) ومذهب الليث بن سعد المصري ( المتوفى عام 175هـ ) ومذهب داوود الظاهري ( المتوفى عام 270هـ ) ومذهب ابن جرير الطبري ( المتوفى عام 300هـ ) وغيرها من المذاهب ، فقد قيل أنه هناك نحو خمسمائة مذهب بطلت وانقرضت ، والمذاهب الفقهية السنية كانت عند نشأتها يختلف بعضها عن بعض في مدي أخذها بالرأي في القفة ، وكان أبو حنيفة وداو ود الظاهري علي طرفي نقيض في هذه الناحية ، فأبو حنيفة أعطي للرأي مكانا واسعا في حين رفض داوود الرأي كل الرفض وبين هذين الطرفين نجد مالكا والشافعي وأحمد بن حنبل.
ولقد فقدت هذه المذاهب في مجري تطورها ما بينها من حدود فاصلة ، وتقاربت الفوارق بين طريقة أهل الرأي وطريقة أهل الحديث .
* كيف تعدد المذاهب ؟
لما امتدت الفتوح واتسعت رقعة الدولة الإسلامية ، واجه الصحابة كثيرا من الحوادث في البلاد المفتوحة ، فلم يكن بد من الاجتهاد بالرأي في المسائل التي ليس فيها نص من كتاب أو سنة ، وكان طبيعيا أن تتأثر آراء المجتهدين بالبيئات الجديدة ، وأن تختلف تبعا لاختلاف الأقطار في العادات والتقاليد والنظم المالية والتجارية ، وليس ذلك بدعا في الدين ، فالمشرع الأعظم لم يهدم كل ما كان عليه العرب من مدنية وعادات وأخلاق ، ليؤسس علي أنقاضها مدينة وعادات وأخلاقا أخري ، ولكنه كان يقر الصالح ويستسيغه ، وينهي عن الضار ويحرمه ، ويهذب ما يمكن أن يصير بالتهذيب صالحا ، فقد أقر الإسلام الحج وجعله أحد أركانه الخمسة ، بعد أن جرده من عقائد الوثنية ، وأقر الزواج والطلاق والعدة والبيوع والرهون وكثيرا من المعاملات ، بعد أن هذب منها ما استدعت المصلحة تهذيبا ، وحرم الخمر والميسر والربا وأكل بعض أنواع الحيوانات . وجعل للمرأة حقوقا كانت ممنوعة في الجاهلية ، فلا ضير علي المجتهدين إذن أن يعرضوا الحوادث وأمور الناس التي لم يجدوا فيها نصا من الكتاب و***** علي قواعد الشريعة ليجعلوا لها حكما يتفق وهذه القواعد.
وكان الأثر المباشر بذلك هو تعدد الآراء في المسألة الواحدة تبعا لاختلاف الظروف والبيئات ، بالإضافة إلي الفروق الفردية بين المجتهدين من حيث وجهات النظر ، وطرق التفكير واللإستنباط ، والإحاطة بالآثار والروايات الحديثة.
فإذا أضفنا إلي ذلك أن من نفوس الكتاب و***** ما يحتمل عدة تفسيرا مقبولة ، بحيث يعسر الاتفاق علي رأي واحد فيها ، عرفنا في وجود مذاهب فقهية مختلفة اشتهر بها أصحابها ، كمذاهب الأمة الأربعة التي اتبعها جمهور المسلمين في جميع أقطار الأرض.
وفي الحلقات القادمة سوف نتطرق بالحديث عن المذاهب الفقهية الأربعة المشهورة علي النحو الآتي :-
1- مذهب الإمام أبي حنيفة.
2- مذهب الإمام مالك.
3- مذهب الإمام الشافعي.
4- مذهب الإمام أحمد بن حنبل.