الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
فإن أعظم ما استغلت به الأوقات قراءة كتاب الله تعالى ومطالعة تفسيره من كتب التفاسير الموثوقة التي تجمع بين النقل الصحيح والإعتقاد الذي لم تخالطه شائبة بدعة، وفي هذه الصفحة سأبدأ بحول الله وقوته بعرض الفوائد المستقاة من كتاب (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام المنان) للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي المُتوفى سنة 1376 هـ، وستكون البداية من الجزء الثلاثين، وأصل هذا الموضوع هو مدارسة مع طلاب العلم في أحد المنتديات.
فوائد من سورة النبأ:
1- البداءة المشوقة من أول آية بطرح سؤال عظيم ثم بيان هذا السؤال، وهذا يُسمى في البلاغة براعة الاستهلال.
2- القرآن المكي يعالج قضية اليوم الآخر، ويظهر الدلائل الواضحات للمكذبين للنظر فيما حولهم ليستدلوا به على حقيقة اليوم الآخر والبعث والنشور.
3- جميع ما في الكون من أرض وسماوات وجبال وليل ونهار ونجوم وكواكب، كلها تدل على وجود الله تعالى وأنه لا يستحق العبادة إلا هو سبحانه.
4- رحمة الله تعالى بعباده، حيث جعل الأرض ممهدة فلا تميد ولا تضطرب، وجعل فيها من أصناف المطعومات والمشروبات لتجري الحياة عليها بدون عناء ولا كُلفة.
5- امتنان الله تعالى على عبادة بنعمة النكاح، فهي من أجل النعم التي تستحق الشكر والثناء، وأودع تبارك وتعالى في البشر الغرائز لإعمار الأرض والاستخلاف فيها.
6- لابد للإنسان من وقت الاستجمام والراحة بعد العناء والتعب، لذا على المؤمن أن ينوي بنومه إراحة جسده ليتقوى على طاعة الله وعبادته.
7- عظم نعمة البصر، فلو أن المرء كان ضريراً لن يرَ النور، ولن يشعر بالفرق بين الليل والنهار، فالحمد لله على نِعمه الوافرة الغزيرة.
8- الشقي هو من يرى هذه المخلوقات الدالة على وجود خالق عظيم، ويرى الكواكب والنجوم والشمس والقمر، ويرى ما تنبته الأرض بعد إنزال الغيث واهتزاز الأرض وإنباتها ثم لا يؤمن بالله.
9- على المسلم الحصيف أن يتزود بنعم الله تعالى ويتمتع بها وفق ما أمر الله، فلا يتعدى حدوده، ولا يستعمل هذه النعم في مبارزة الله تعالى بعصيانه.
10- أن الإيمان باليوم الآخر من أركان الإيمان التي من كذب بها فهو كافر، لا يقبل الله منه صلاة ولا صيام ولا أي طاعة حتى يؤمن بهذا اليوم الذي لا ريب فيه.
11- إثبات النفخ في الصور، وهذه النفخة المذكورة في هذه السورة هي النفخة الثانية.
12- قيام جميع الخلق للقضاء وللحساب ولمجازاتهم على ما عملوه من أعمال.
13- ما يكون في ذلك اليوم العظيم من تشقق السماء وانفطارها وتناثر الكواكب وخروج الناس من الأجداث سراعاً ونسف الجبال، كل هذا يلقي في القلب مهابة وخشية من ذلك اليوم العصيب.
14- مآل الكافرين المكذبين بالبعث والنشور هو نارٌ تلظى لا يُقضى عليهم فيموتوا ولا يُخفف عنهم من عذابها.
15- إثبات عدل الله تعالى، فالكفار استحقوا الخلود في نار جهنم جزاءً على أعمالهم، فهم كذبوا بعقاب الله تعالى وناره في الدنيا، فكان جزاؤهم الخلود في تلك الدار التي كذبوا بها.
16- علم الله تعالى وإحاطته بما يعمله البشر، فكل شيء بقدر الله ومشيئته.
17- عذاب الكفار يوم القيامة عذاب دائم لا يفتر عنهم، بل في زيادة، نسأل الله المعافاة.
18- الجمع بين أسلوب التخويف من النار ومن عذاب الله الأليم وبين التشويق لما عند الله من النعيم المقيم من المأكل والمشرب والمنكح.
19- من فضل الله تعالى وعدله أن جعل أهل الجنة على سن رجل واحد.
20- على المسلم أن يحفظ لسانه من قول الفحش والزور والكذب والغيبة والنميمة، كما أن عليه أن يحفظ سمعه عن سماع كل ما هو محرم.
21- دخول الجنة إنما هو بفضلٍ من الله تعالى، وتفاوتهم في درجات الجنان بحسب أعمالهم.
22- من عظم ذلك اليوم أن لا يتكلم فيه أحدٌ إلا بإذن الله تعالى.
23- أن جبريل عليه السلام هو أفضل الملائكة على الإطلاق.
24- أن الملائكة مع عظم خلقهم وما أعطاهم الله من قدرة فهم خاضعون لله تعالى ولأوامره، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
25- لا أحد يحب العذر من الله تعالى، لذا أرسل الرسل مبشرين ومنذرين، وجعل للخلق مشيئة، فمن أطاع الرسل وصدقهم فله الثواب، ومن كذب وكفر فله الخزي والندامة.
26- قرب يوم القيامة، فما أشد غفلة الناس عنها!!
27- كلمة (ليت) تستخدم في الشيء الذي يستحيل تحققه، بخلاف (لعل) فهي للترجي.
28- ما أشد عذاب الكفار!! يُسامون سوء العذاب، ومع هذا فهم في عذاب آخر وهو معاتبتهم لأنفسهم.
والله تعالى أعلم.
وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.