بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
نعيش الآن مع نظام رقمي سباعي لحروف القرآن الكريم . فالآيات التي تدبرناها في الأبحاث السابقة ليست كل شيء ، في إعجاز القرآن بل في كل آية معجزة كبيرة .
ومن خلال الفقرات التالية سوف نرى بأن النظام السباعي يشمل القرآن كله ، ولكن بشرط أن ندرس القرآن كنصوص متكاملة . فالآية القرآنية تتعلق أحياناً بما قبلها وما بعدها من الآيات . لذلك ينبغي دراسة النص كاملاً تبعاً للمعنى اللغوي الذي يتضمنه .
ومن هنا نخرج بنتيجة مهمة وهي أن الإعجاز الرقمي تابع للإعجاز البياني ، فكلاهما قائم على الحروف والكلمات . وهذا ما سندركه من خلال رحلتنا في هذا البحث مع حروف القرآن الكريم .
مقدمة
سوف نرى من خلال هذا البحث أن نصوص القرآن العظيم سواءً كانت آية كاملة أو جزءاً من آية أو عدة آيات ، هذه النصوص رتّب الله تعالى كل كلمة بدقة فائقة وفق نظام رقمي يعجز البشر عن الإتيان بمثله . ولكن هنالك لكل نص قرآني نظام رقمي ، فعدد الأنظمة الرقمية في القرآن لا يعلمه إلا اللّه تعالى ، وهذا البحث هو نقطة البداية للدخول في علم الأنظمة الرقمية لحروف القرآن العظيم .
وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ
يتحدث علماء اليوم عن توسع الكون ، فقد أصبحت حقيقة ازدياد حجم الكون باستمرار من الحقائق العلمية الثابتة ، بسبب الأدلة الكثيرة من علم الفلك والمختبرات الفضائية .
هذه الحقيقة لم يتم إثباتها بشكل قاطع إلا منذ سنوات قليلة ، عندما تطورت أجهزة القياس والتحليل ومعالجة البيانات بالكمبيوتر وباستخدام لغة الأرقام .
ولكن نجد للقرآن بياناً أوضح وأعمق يتجلى بشكل معجز في سبع كلمات فقط ! يقول الله سبحانه وتعالى : ﴿وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ [الذاريات : 51/47] . وفي هذه الآية معجزة علمية واضحة فقد تحدثت بوضوح عن توسع السماء باستمرار من خلال كلمة ﴿وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ قبل العلم الحديث بأربعة عشر قرناً .
ولكي نزداد يقيناً بمصداقية هذه المعجزة فقد أودع الله تعالى بين كلمات وحروف هذه الآية معجزة رقمية حقيقية تقوم على الرقم سبعة الذي يمثل عدد السماوات ! الآية تتحدث عن بناء السماء وتوسعها ، وسوف نرى نظاماً مذهلاً يقوم على الرقم سبعة .
حروف الكلمات
لنكتب عدد حروف كل كلمة :
1 ـ ﴿وَ﴾ : واو العطف هي كلمة لأنها تكتب مستقلة عما قبلها وما بعدها ، عدد أحرفها = 1 .
2 ـ ﴿السَّمَاءَ﴾ : عدد أحرفها = 5 لأن الهمزة ليست حرفاً .
3 ـ ﴿بَنَيْنَهَا﴾ : عدد أحرفها = 6 لأن علامة المد ليست حرفاً .
4 ـ ﴿بأيْيدٍ﴾ : عدد أحرفها = 5 مع العلم أن الياء الثانية لا تلفظ ولكن نعدُّها حرفاً لأنها مكتوبة في القرآن .
5 ـ ﴿وَ﴾ : واو العطف كلمة عدد أحرفها = 1 .
6 ـ ﴿إنَّا﴾ : 3 أحرف لأن الشدَّة ليست حرفاً فهي ليست من أصل القرآن .
7 ـ ﴿لَمُوسِعُونَ﴾ : 7 أحرف .
لنكتب الآية كما كُتبت في القرآن وتحت كل كلمة عدد حروفها :
وَ السَّمَاء بَنَيْنَهَا بِأَيْيدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ
1 5 6 5 1 3 7
إن العدد الذي يمثل حروف هذه الآية هو 7315651 من مضاعفات الرقم سبعة مرتين :
7315651 = 7 × 7 × 149299
إن مقلوب العدد أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة ، فعندما نقرأ العدد الذي يمثل حروف الآية من اليمين إلى اليسار تصبح قيمته : 1565137 وهذا يساوي :
1565137 = 7 × 223591
إذن كيفما قرأنا هذا العدد وبأي اتجاه وجدناه من مضاعفات الرقم سبعة وكان الناتج عدداً صحيحاً .
والعجيب أننا عندما نأخذ ناتجي القسمة : 149299 و 223591 ونصفّ هذين العددين نجد عدداً جديداً هو : 149299 223591 هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً ، ولو قمنا بصفّ العددين بطريقة ثانية ينتج عدد هو : 223591 149299 أيضاً هذا العدد من مضاعفات السبعة .
بقي أن نذكر أن مجموع هذين العددين :
149299+223591 يساوي 37289 من مضاعفات السبعة مرتين :
372890 = 7 × 7 × 7610
ومقلوبه أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة :
98273 = 7 × 14039
حروف الآية
إن عدد حروف هذه الآية هو 28 حرفاً ، أي من مضاعفات الرقم سبعة ، 28 = 7 × 4 ، وعدد كلماتها 7 . وقد جاءت هذه الحروف الثمانية والعشرون بنظام شديد الدقة يتناسب دائماً مع الرقم سبعة .
إن القرآن قد كُتب على زمن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بطريقة مميزة ، فالهمزة لم تكن معروفة زمن نزول القرآن لذلك لم تُكتب ولو كُتبت لأصبح عدد حروف كلمة ﴿السماء﴾ 6 أحرف بدلاً من 5 وهذا سيؤدي إلى تغير البناء الرقمي للآية ، ثم إن كلمة (بنيناها) نجدها في القرآن قد كُتبت من دون ألف هكذا ﴿بَنَيْنَهَا﴾ ولو رُسمت الألف فيها لاختل هذا البناء الرقمي بالكامل .
وهذا يعني أن في رسم القرآن معجزة تكشفها لنا لغة الأرقام ، فهل نزداد يقيناً وإيماناً وتسليماً لله عز وجل ولكتابه ؟
والعجيب أن كلمة (بأيْدٍ) نجدها في القرآن قد كُتبت بياء إضافية لاتُلفظ هكذا ﴿بأييْدٍ﴾ ، ولولا وجود هذه الياء الإضافية لاختفى هذا البناء الرقمي المعجز . فانظر إلى دقة كلمات الله عز وجل وكيف أن كل حرف قد وُضع في مكانه بدقة شديدة يعجز البشر عن الإتيان بمثلها .
الحروف المميزة في الآية
المعجزة لم تتوقف بل لايزال هنالك المزيد من عجائب هذه الآية ، فالحروف المميزة في أوائل السور والتي عددها 14 نجد لها حضوراً في هذه الآية ، لنكتب الآية ونخرج من كل كلمة ما تحويه من الحروف المميزة فنجد :
وَ السَّمَاء بَنَيْنَهَا بِأَيْيدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ
0 5 5 3 0 3 5
إن العدد الذي يمثل توزع الحروف المميزة في الآية هو : 5303550 هذا العدد من مضاعفات السبعة هو ومقلوبه :
5303550 = 7 × 757650
553035 = 7 × 79005
كما أن عدد الحروف المميزة في الآية هو بالضبط 21 حرفاً أي 7×3 .
وسبحان الله ! آية تركبت من 7 كلمات وعدد حروفها 7×4 ، وعدد الحروف المميزة فيها 7×3 وعدد الحروف العادية 7 ، وجميع هذه الحروف جاءت بنظام يقوم على الرقم سبعة ، والآية تتحدث عن السماء وعدد السماوات سبع أليست هذه معجزة مادية حقيقية ؟
الحروف غير المميزة في الآية
الآن لندرس توزع الحروف المتبقية غير المميَّزة في الآية ، نكتب الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من الحروف غير المميزة :
وَ السَّمَاء بَنَيْنَهَا بِأَيْيدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ
1 0 1 2 1 0 2
كما نلاحظ أن مجموع هذه الحروف سبعة ، وتشكل العدد 2012101 يقبل القسمة على سبعة بالاتجاهين :
2012101 = 7 × 287443
1012102 = 7 × 144586
ونلاحظ أن ناتجي القسمة كل منهما مجموع أرقامه هو عدد من مضاعفات الرقم سبعة :
28 = 7 × 4
حروف اسم ﴿الرحمن﴾ في الآية
حروف كلمة ﴿الرحمن﴾ تتجلى في هذه الآية بنظام يتعلق بالرقم سبعة ، فعندما نكتب الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف ﴿الرحمن﴾ أي حروف : ا ل ر ح م ن وسوف نجد :
وَ السَّمَاء بَنَيْنَهَا بِأَيْيدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ
0 4 3 1 0 3 3
إن عدد حروف ﴿الرحمن﴾ في الآية هو :
4 + 3 + 1 + 3 + 3 = 14 = 7×2
هذه الحروف توزعت عبر كلمات الآية بحيث تشكل العدد 3301340 من مضاعفات الرقم سبعة :
3301340 = 7 × 471620
حروف البسملة في الآية
حتى حروف ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ لها نظام مذهل في الآية . لنكتب الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف البسملة ، أي نكتب رقماً يمثل الحروف المشتركة بين هذه الآية وأول آية في القرآن الكريم وذلك بهدف رؤية الترابط بينهما:
وَ السَّمَاء بَنَيْنَهَا بِأَيْيدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ
0 5 6 4 0 3 4
إن العدد 4304650 من مضاعفات السبعة ثلاث مرات متتالية ! ! !
4304650 = 7 × 7 × 7 × 12550
وسبحان الله الذي أحصى كل شيءٍ عدداً !
ارتباط الآية مع البسملة
كما أن هذه الآية ترتبط بأول آية من القرآن ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ من حيث رقم السورة والآية والكلمات والحروف . فرقم سورة الفاتحة حيث وردت البسملة هو 1 ورقم آية البسملة هو 1 وعدد كلماتها 4 رقم سورة الذاريات 51 ورقم الآية 47 وعدد كلماتها 7 :
البسملة آية توسع السماء
السورة الآية كلماتها السورة الآية كلماتها
1 1 4 51 47 7
عندما نصفّ هذه الأرقام نجد عدداً من مضاعفات السبعة بالاتجاهين :
74751411 = 7 × 7 × 1525539
11415747 = 7 × 1630821
وهكذا علاقات رقمية لا تنتهي كلها تدل على أن الذي خلق السماوات السبع هو الذي نزَّل هذا القرآن وحفظه إلى يوم القيامة .
ولو تأملنا كل آية من آيات القرآن الكريم من الناحية الرقمية لوجدنا بناءً مذهلاً يقوم على الرقم سبعة ومضاعفاته . ولكن سوف نستشهد الآن ببعض آيات ومقاطع من آيات ونصوص تتضمن عدة آيات ، وسوف نقتصر في تدبرنا لهذه الآيات على حروف كلماتها فقط ، مع التأكيد على أننا مهما بحثنا في هذه الآية أوتلك نجد إعجازاً متجدداً لا ينتهي .
وسوف نركز بحثنا في آيات تتحدث عن القرآن الكريم وعظمته وأنه منَزَّل من عند الله العزيز العليم ، وعن الله تعالى ووحدانيته وقدرته وصفاته .
القرآن تَنْزِيل من العزيز الرحيم
ما هي صفات مُنَزِّل القرآن ؟ إنه عزيز قوي قدير على كل شيء ، وبنفس الوقت هو رحيم بعباده على الرغم من كفرهم وإلحادهم . كيف نجد القرآن يحدثنا عن هذه الحقيقة : ﴿تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ﴾ [يس : 36/5] . هذه آية قصيرة تركبت من ثلاث كلمات تؤكد أن الكلام الموجود في القرآن هو تنْزيل من العزيز الرحيم وليس بقول بشر .
لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها :
تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ
5 6 6
العدد الذي يمثل الآية هو 665 هذا العدد من مضاعفات الرقم 7 ، لنرَ :
665 = 7 × 95
إذن وراء لغة الكلمات هناك لغة أخرى هي لغة الرقم التي تعتمد على مضاعفات العدد 7 ، فالذي بنى السماوات السبع هو الذي أنزل القرآن .
القرآن هو قول فصل
﴿إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ﴾ [الطارق : 86/13] ، هذه الآية تخبرنا أن القرآن هو قول فصل يفصل بين الحق والباطل . لنرَ كيف يدخل العدد سبعة بشكل مذهل في تركيب كلمات الآية ، لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها :
إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ
3 4 3
العدد الذي يمثل هذه الآية هو 343 يقبل القسمة على سبعة :
343 = 7 × 7 × 7
ولو أن اللّه تعالى قال : (إنه قول فصل) ، لأصبح العدد الذي يمثل الآية هو 333 وهذا عدد لا يقبل القسمة على سبعة . وهذا يثبت دقة ألفاظ القرآن وأن كل حرف موجود في القرآن إنما وُضع بتقدير وعلم اللّه تعالى .
القرآن مُنَزَّل من عند عزيز حكيم
لنقرأ مطلع سورة الجاثية التي تحدثنا عن حقيقة لا شك فيها ، وهي : ﴿حم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ [الجاثية : 45/1 ـ 2] .
نحن أمام حقيقة وهي أن هذا الكتاب منَزَّل من عند اللّه العزيز الحكيم ، وليس من صنع بشر . وصياغة كلمات الآية بهذا الشكل تدلنا على أن هذه الكلمات من عند اللّه تعالى ، وأن أي إنسان يفقه اللغة العربية ولو قليلاً يدرك أن هذا الكلام لا يمكن أن يكون قول بشرٍ بل هو كلام اللّه تعالى .
فالذي لا يفقه لغة الكلمات ولا تقنعه الأدلة العلمية على كثرتها ، فهل يمكن أن تكون لغة الأرقام بليغة إلى الحد الذي يقنع أمثال هؤلاء ؟ لنرَ العدد الذي يمثل النص القرآني السابق : نكتب النص القرآني كما كُتب في القرآن ونكتب تحت كل كلمة عدد حروف هذه الكلمة :
حم تَنْزِيلُ الْكِتَبِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
2 5 5 2 4 6 6
إن العدد الذي يمثل حروف هذا النص من مضاعفات الرقم سبعة :
6642552 = 7 × 948936
كلمة (الكتاب) نجدها هكذا ﴿الكتب﴾ من دون ألف ولو كُتبت بغير هذه الطريقة لاختل هذا البناء المُحكَم .
والسؤال هنا : من الذي نظَّم كلمات وأحرف هذا النص القرآني وغيره بحيث يكون العدد الممثل له قابلاً للقسمة على سبعة تماماً ومن دون باقٍ ؟ إنه عزيز وحكيم . اقتضت حكمة اللّه أن يكون كتابه بهذا الشكل ، وما كان اللّه ليسمح ليد أحدٍ أن تمتدَّ إلى كتابه وتغير فيه ولو حرفاً ، فقد حفظه من أي تحريف لذلك يقول : ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر : 15/9] .
أنزله الذي يعلم السرّ
يقول عزَّ من قائل عن كتابه العظيم وذلك رداً على أولئك الملحدين الذين يدَّعون أن القرآن كتاب أساطير وخرافات وأكاذيب : ﴿قُلْ أَنْزَلَهُ الذي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان : 25/6] ، هذه الآية تخبرنا أن الذي أنزل القرآن هو اللّه تعالى ، ولكن ماذا تخبرنا لغة الأرقام ؟
ومن عجائب هذه الآية التي جاء مصفوف حروفها متناسباً مع 7×7 أن مجموع حروفها هو 7×7 أيضاً ، فتأمل هذا التناسب السباعي المُحكَم .
لنكتب هذه الآية كما كُتبت في القرآن ونكتب تحت كل كلمة عدد حروفها :
قُلْ أَنْزَلَهُ الذي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَتِ
2 5 4 4 4 2 6
وَ الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً
1 5 3 3 5 5
هذا العدد 5533516244452 يقبل القسمة تماماً على سبعة مرتين ! !
5533516244452 = 7 × 7 × 112928902948
وكما نلاحظ أن كلمة (السماوات) كُتبت هكذا ﴿السَّمَوَت﴾ 6 أحرف بدلاً من 8 أحرف ، إن الذي ألهم المسلمين أن يكتبوا هذه الكلمة بهذا الشكل هو الذي يعلم سرَّ القرآن كيف لا يعلم ما في القرآن وهو منزل القرآن ؟ وهو الذي يسَّرَ القرآن تلاوةً وفهماً وتدبّراً وذكراً .
تيسير القرآن
وسائل لا تحصى يسَّرها اللّه تعالى لكل إنسان ليسمع آيات القرآن ويقرأها ويتفكر فيها ويتدبر كلام اللّه ، ولكن هل من مُتذكّر ؟ هكذا يحدثنا القرآن عبر سورة القمر : ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ [القمر : 54/17] . لنرَ النظام الرقمي في هذه الآية . لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها:
وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر
1 3 5 6 5 3 2 4
العدد الذي يمثل الآية هو 42356531 يقبل القسمة على سبعة تماماً لمرتين للتأكيد من الله تعالى على تيسير هذا القرآن :
42356531 = 7 × 7 × 864419
لا يأتون بمثله
لعدة سنوات كنتُ أتدبر قول اللّه تعالى : ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقرآن لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً﴾ [الإسراء : 17/88] ما هو السرُّ في القرآن الذي يجعل كل البشر ومن ورائهم عالم الجنّ وبكل ما أوتوا من تطور علمي وتقنيات ، ما الذي يجعلهم عاجزين عن الإتيان بكتاب يشبه القرآن ؟ حتى هذه اللحظة لم يستطع أحد أن يؤلف كتاباً مثل القرآن ، وهذا دليل منطقي على استحالة الإتيان بمثل القرآن .
إن الحقائق العلمية الموجودة في القرآن منذ 1400 سنة لا يمكن أن تكون من صنع بشر مهما كان ذكياً ، لأننا لم نكتشف هذه الحقائق بشكل عملي إلا منذ أقل من 100 سنة الماضية وفي هذا دليل على أن القرآن ليس بكلام بشر ، بل هو كتاب ربِّ البشر سبحانه وتعالى .
والسؤال الآن : ما هي مواصفات الأعداد التي تمثل النصوص القرآنية ؟ لندرس النظام الرقمي لهذه الآية العظيمة ، وذلك بكتابة عدد حروف كل كلمة :
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَ الْجِنُّ
2 3 6 5 1 4
عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقرآن لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ
3 2 5 4 3 6 2 5 5
وَ لَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً
1 2 3 5 4 5
إن العدد الذي يمثل هذه الآية هو : 545321552634523415632 هذا العدد يقبل القسمة تماماً على سبعة فهو يساوي :
= 7 × 77903078947789059376
هل هذا كل شيء ؟ لا زال هناك المزيد ، فالآية مكونة من ثلاثة مقاطع كما يلي وحسب المعنى اللغوي نكتب :
1 ـ ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ﴾ .
2 ـ ﴿عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقرآن لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ﴾ .
3 ـ ﴿وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً﴾ .
المذهل أن كل مقطع من هذه المقاطع الثلاثة فيه نظام رقمي يتمثل بقابلية القسمة على سبعة . أي أن العدد الذي يمثل كل مقطع من هذه المقاطع الثلاثة للآية يقبل القسمة تماماً على سبعة ، لنرَ ذلك :
المقطع الأول من الآية
لنكتب عدد حروف كل كلمة من كلمات هذا المقطع :
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَ الْجِنُّ
2 3 6 5 1 4
العدد الذي يمثل مصفوف حروف الآية يقبل القسمة تماماً على 7 :
415632 = 7 × 59376
المقطع الثاني من الآية
لنكتب عدد حروف كل كلمة من كلمات هذا المقطع لنرى قابلية القسمة على سبعة من جديد :
عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقرآن لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ
3 2 5 4 3 6 2 5 5
أيضاً العدد الذي يمثل هذا المقطع يقبل القسمة على 7 :
552634523 = 7 × 78947789
المقطع الثالث من الآية
لنكتب عدد حروف كل كلمة من كلمات هذا المقطع :
وَ لَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً
1 2 3 5 4 5
العدد الذي يمثل هذا المقطع يقبل القسمة تماماً على 7 مرتين بما يتوافق مع معنى الآية ﴿بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ﴾ :
545321 = 7 × 7 × 11129
والسؤال لكل ملحد : هل يستطيع البشر برغم تقدم علومهم وتقنياتهم أن ينظموا كلمات بهذا الشكل المذهل ؟ هذا بالنسبة لآية واحدة من القرآن ، فما بالنا بالقرآن المكون من 6236 آية ؟
إذن في كتاب اللّه نحن أمام برنامج رقمي دقيق جداً ، وهذا دليل مادي على أن القرآن من عند اللّه ، وقد حفظه اللّه تعالى دون تحريف أو تغيير أو تبديل .
القرآن كتاب اللّه
آيات كثيرة خاطب اللّه تعالى بها رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم كلها تنطق بالحق وكأنها تريد أن تقول إن هذا القرآن كلُّه حق وأن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم على حقّ . . . فهل نجد في هذه الآيات إثباتات رقمية على ذلك ؟
وما ينطق عن الهوى
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخبرنا بدقة ما أوحاهُ إليه ربُّه ، لم يزد أو ينقص حرفاً . يُعبّر القرآن عن هذه الحقيقة بآيتين من سورة النجم بكلمات بليغة ومن ورائها نظام رقمي لهذه الكلمات : يقول تعالى : ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم : 53/3-4] .
نكتب النص الكريم وتحت كل كلمة عدد حروفها :
وَ مَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى
1 2 4 2 5 2 2 3 3 4
العدد الذي يمثل هذا النص القرآني هو 4332252421 هذا العدد المكون من عشر مراتب يقبل القسمة تماماً على سبعة :
4332252421 = 7 × 618893203
وكما نرى فإن النظام الرقمي حساس جداً فتغيير أي كلمة سيؤدي إلى خلل في قابلية القسمة على 7 .
إذن نستنتج أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا ينطق عن الهوى بل بلَّغنا القرآن كما أوحاه اللّه تعالى إليه ، ولغة الأرقام تضيف دليلاً جديداً على أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا ينطق عن الهوى ولم يأتِ بشيءٍ من عنده بل كلٌّ من عند اللّه .
آيات كثيرة خاطب اللّه تعالى بها رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم فهل في هذه الآيات نظام رقمي يدل على أن هذه الآيات حق وأن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم هو رسول اللّه إلى جميع البشر ؟
إنك لمن المرسلين
هذا خطاب من اللّه تعالى إلى الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام : ﴿إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ [يس : 36/3] لنرَ النظام الرقمي للآية :
إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
3 3 8
العدد الذي يمثل هذه الآية هو 833 يقبل القسمة تماماً على سبعة مرتين :
833 = 7 × 7 × 17
وعدد حروف الآية هو 14 حرفاً أي 7×2 .
قولاً ثقيلاً
وخاطبه بقوله : ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً﴾ [المزمل : 73/5] القول الثقيل هو القرآن ، ولو أن اللّه تعالى أنزل القرآن على جبلٍ لتصدَّع وتشقق وخرَّ أمام عظمة كلام اللّه ، فما بالنا برجلٍ أميّ هو الرسول الكريم محمد عيه صلوات الله وسلامه وقد أُنزل عليه القرآن أعظم كتاب على الإطلاق ؟ لنرَ النظام الرقمي لهذه الآية العظيمة :
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً
3 5 4 4 5
العدد الذي يمثل هذه الآية هو 54453 يقبل القسمة تماماً على 7 :
54453 = 7 × 7779
وتأمل معي كيف جاءت الآية التي تتحدث عن القرآن عدد حروفها 21 حرفاً من مضاعفات الرقم 7 ، ومصفوف حروف هذه الآية أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة .
والسؤال لكل من ينكر هذا القرآن :
هل يمكن للنبي الأمي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يأتي بكلام منظم وبليغ بهذا الشكل المذهل قبل 1400 سنة ؟ والسؤال الأهم هل يمكن له أن يضمن بقاء هذا الكلام طوال هذه القرون الطويلة دون أن يتغير فيه ولو حرف واحد ؟
إن هذا العمل لا يقدر عليه إلا رب السماوات السبع ورب العرش العظيم .
واذكر اسم ربك
ثم قال له : ﴿وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً﴾ [الإنسان : 76/25] ، لأن ذكر اللّه يُطمئن القلب : ﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد : 13/28] ، وعندما يذكر المؤمن ربَّه فإن اللّه يذكرُه ولا ينساه أبداً ، لذلك أَمَر اللّه تعالى رسوله العظيم صلى الله عليه وآله وسلم أن يذكُر اللّه تعالى ، ولكن هذه الآية كيف نجد النظام الرقمي لكلماتها ؟ هل من دليل على أن هذه الآية هي من عند اللّه . . . ولم تُحرَّف . . . ولم يتغير فيها ولو حرف واحد ؟ للجواب نلجأ إلى ميزان الأرقام ، لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها :
وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً
1 4 3 3 4 1 5
إن العدد الذي يمثل هذه الآية هو : 5143341 يقبل القسمة على 7 :
5143341 = 7 × 734763
هذا هو كلام اللّه . . . وهذا قرآنه . . . وهذا إعجازه ، إنها معجزة القرآن العظيم . . .
سجود . . . وتسبيح
ثم في الآية التالية أخبره بخير الأعمال وأحبها إلى اللّه ، أن يسجدَ للّه ويسبِّحَه طويلاً : ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً﴾ [الإنسان : 76/26] . كل شيء في الكون يسجد للّه . . . وكل شيء يسبح بحمده تعالى ، لأن اللّه هو خالق كل شيء ، وله ما في السماوات وما في الأرض وهو على كل شيء قدير . نأتي الآن إلى لغة الأرقام ، لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها :
وَ مِنَ الَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَ سَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً
1 2 4 5 2 1 4 4 5
العدد الذي يمثل الآية الكريمة هو 544125421 يقبل القسمة على 7 :
544125421 = 7 × 77732203
إن كلمة : (الليل) كُتبت في القرآن هكذا ﴿الَّيل﴾ = 4 أحرف بدلاً من 5 أحرف ، ولو كُتبت بغير هذا الشكل لأصبح العدد الذي يمثل الآية لا يقبل القسمة على 7 ، فانظر إلى كلمات اللّه وإلى دقة رسمها في كتابه العزيز .
الرسول : بشير . . . ونذير
أرسل اللّه رسوله محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بشيراً للمؤمنين بالثواب العظيم ، ونذيراً للملحدين الكافرين بعذابٍ أليم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى اللّه بقلبٍ سليم ، ماذا يقول اللّه تعالى لحبيبه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟ لنستمع إلى هذه الآية : ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ﴾ [البقرة : 2/119] .
إن هذه الآية كُتبت في القرآن بشكل مختلف عن الإملاء الحديث هكذا : ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْلُ عَنْ أَصْحَبِ الْجَحِيمِ﴾ لندقق النظر في طريقة كتابة كلمات هذه الآية :
1 ـ كلمة (أرسلناك) كُتبت : ﴿أرسلنك﴾ 6 أحرف بدلاً من 7 .
2 ـ كلمة (تُسأَلُ) كُتبت : ﴿تُسل﴾ 3 أحرف بدلاً من 4 .
3 ـ كلمة (أصحاب) كُتبت : ﴿أصحب﴾ 4 أحرف بدلاً من 5 .
لنرَ النظام الرقمي في هذه الآية كما كُتبت في القرآن ، لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها :
إِنَّا أَرْسَلْنَكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ لا
3 6 5 5 1 5 1 2
تُسْلُ عَنْ أَصْحَبِ الْجَحِيمِ
3 2 4 6
العدد الذي يمثل هذه الآية هو 642321515563 يقبل القسمة على 7 :
642321515563 = 7 × 91760216509
ونلاحظ أن كلمات الآية كُتبت بطريقة تناسب النظام الرقمي للعدد 7 .
هل يشمل النظام الرقمي مقاطع الآيات ؟
من عظمة الإعجاز في كتاب اللّه جلّ وعلا أن نصوص القرآن تشكل نظاماً رقمياً متكاملاً سواءً كان النص القرآني جزءاً من آية أو آية كاملة أو عدة آيات .
إذا عبَّرنا عن كل كلمة من كلمات هذه النصوص برقم يمثل عدد أحرف هذه الكلمة ، فسوف تتشكل لدينا سلسلة رقمية شديدة التعقيد !
النظام الرقمي لأحرف كلمات القرآن موجود في مقاطع الآيات القصيرة أيضاً ، وهنا تتجلى عظمة كتاب اللّه ، فالنظام الرقمي يتبع معنى النص القرآني سواء كان النص القرآني جزءاً من آية أو آية كاملة أو عدة آيات .
واللّه خبير بما تعملون
عبارات مثل : واللّه خبير بما تعملون ، واللّه بصير بما تعملون ، واللّه عليمٌ بما يفعلون ، واللّه عليم بما يعملون ، . . . تكررت هذه العبارات في العديد من آيات القرآن فهل يوجد نظام رقمي لكلمات هذه العبارات ؟ لنرَ النظام الرقمي في المقطع التالي : ﴿وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [آل عمران : 3/153] ، لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها :
وَ اللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
1 4 4 3 6
العدد الذي يمثل هذه العبارة هو 63441 يقبل القسمة على 7 :
63441 = 7 × 9063
وهذا النظام الرقمي هو تصديق لقول اللّه تعالى ، فهو فعلاً عليم وخبير بكل أعمال البشر كبيرها وصغيرها .
إن اللّه كان غفوراً رحيماً
عبارات كثيرة تكررت في القرآن الكريم . مَن الذي أنزل هذه العبارات ؟ أليس هو اللّه تعالى ، والدليل المادي على ذلك وجود نظام رقمي معجز لكلماتها . لنأخذ هذه المقاطع من نهايات لآيات من سورة النساء :
﴿إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً﴾ [النساء : 4/23] .
﴿إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً﴾ [النساء : 4/11] .
﴿إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً﴾ [النساء : 4/35] .
﴿إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً﴾ [النساء : 4/58] .
لنكتب عبارة من هذه العبارات القرآنية وتحت كل كلمة عدد حروفها :
إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً
2 4 3 5 5
هذا العدد يقبل القسمة على 7 :
55342 = 7 × 7906
وهكذا الكثير الكثير من العبارات القرآنية ، كلمات غاية في البلاغة والإعجاز يكمن وراءها نظام رقمي غاية في الدقة .
اللّه لا إله إلا هو
عبارة مهمة جداً تكررت في القرآن : ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ﴾ [التغابن : 64/13] . فهل يوجد نظام رقمي لكلمات هذه العبارة ؟ لنكتب هذه العبارة وتحت كل كلمة عدد حروفها :
اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
4 2 3 3 2
العدد الذي يمثل هذه العبارة هو 23324 يقبل القسمة على 7 ثلاث مرات !
23324 = 7 × 7 × 7 × 68
إذن الذي خلق السماوات السبع والأراضين السبع هو الذي أنزل هذه الكلمات ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ﴾ وهو الذي نظم أحرفها الـ 14 بنظام رقمي يعتمد على العدد سبعة ، أما من يكفر بآيات اللّه فجزاؤه جهنم التي لها سبعة أبواب .
كلمات تنطق بالحقّ . . .
القرآن مليء بالعبارات الهامة التي تتحدث عن ذات اللّه تعالى وصفاته وقدراته وعلمه ورحمته التي وسعت كل شيء ، هذه العبارات تخفي وراءها نظاماً رقمياً يدل على أن الذي أنزل هذه العبارات هو اللّه الواحد القهار . بعض الأمثلة وما أكثر الأمثلة في كتاب اللّه تعطينا صورة واضحة عن هذا النظام الرقمي .
اللّه . . . لا يخلف الميعاد
يقول عزَّ وجلَّ : ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ [آل عمران : 3/9] .
لنكتب هذه العبارة وتحت كل كلمة عدد حروفها :
إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
2 4 2 4 7
هذا العدد يقبل القسمة على 7 :
74242 = 7 × 10606
يرزقُ من يشاء . . .
يقول تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران : 3/37] . لنمثل كل كلمة بعدد حروفها :
إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
2 4 4 2 3 4 4
العدد الذي يمثل هذا المقطع يقبل القسمة على 7 :
4432442 = 7 × 633206
عليم بذات الصدور
يقول اللّه تعالى : ﴿إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [آل عمران : 3/119] ، لنكتب عدد حروف كل كلمة :
إنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
2 4 4 4 6
العدد الذي يمثل هذه العبارة من نهاية الآية 119 آل عمران يقبل القسمة على 7 :
64442 = 7 × 9206
هادياً . . . ونصيراً
يقول تعالى عن نفسه : ﴿وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا﴾ [الفرقان : 25/31] . بنفس الطريقة نكتب عدد حروف كل كلمة :
وَ كَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَ نَصِيرًا
1 3 4 5 1 5
العدد الذي يمثل هذا المقطع 51543 يقبل القسمة تماماً على 7 مرتين :
515431 = 7 × 73633 = 7 × 7 × 10519
خبيراً . . . بصيراً
يقول تعالى : ﴿وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا﴾ [الإسراء : 17/17] . لنكتب عدد حروف كل كلمة :
وَ كَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا
1 3 4 5 5 5 5
أيضاً العدد الذي يمثل هذا المقطع من نهاية الآية 17 الإسراء ، المكون من 7 كلمات يقبل القسمة على 7 :
5555431 = 7 × 793633
إن في ذلك لآية . . .
آيات اللّه كثيرة ، ولكن أين من يسمع أو يعقل أو يؤمن . . . لذلك يقول تعالى في العديد من آيات القرآن : إن في ذلك لآية لقوم يسمعون ، إن في ذلك لآيت لقوم يؤمنون ، إن في ذلك لآية لقوم يعقلون ، إن في ذلك لآية لقومٍ يعلمون . . . فما هو النظام الرقمي لمثل هذه العبارات : ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾ [النحل : 16/65] . لنكتب عدد حروف كل كلمة :
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ
2 2 3 4 4 6
العدد الذي يمثل هذه العبارة هو 644322 يقبل القسمة على 7 :
644322 = 7 × 92046
ومن يؤمن باللّه . . . ومَن يتوكل على اللّه
الكثير من مقاطع الآيات تحدثت عن الإيمان والثقة باللّه ، لنرَ هذين المقطعين :
﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ [التغابن : 64/11] . نتبع المنهج ذاته في كتابة عدد حروف كل كلمة لنجد :
وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ
1 2 4 5 3 4
العدد الذي يمثل هذا النص الكريم 435421 يقبل القسمة على 7 :
435421 = 7 × 62203
﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق : 65/3] . عدد حروف كل كلمة :
وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
1 2 5 3 4 3 4
العدد الذي يمثل حروف هذا النص الكريم المؤلف من سبع كلمات يقبل القسمة على 7 :
4343521 = 7 × 620503
هناك الكثير الكثير من المقاطع القصيرة والطويلة للآيات والتي انتظمت كلماتها بما يتناسب مع العدد 7 وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على إحكام آيات القرآن ودقَّة نظمه وترتيبه .
ذِكْرُ اللّه
يقول تعالى : ﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد : 13/28] . نكتب عدد الحروف لكل كلمة :
أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
3 4 4 5 6
العدد الذي يمثل هذا المقطع 65443 يقبل القسمة على 7 :
65443 = 7 × 9349
أمر الله
يقول عزَّ من قائل : ﴿ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ﴾ [الطلاق : 65/5] . وهنا يتكرر النظام ذاته ، لنكتب تحت كل كلمة عدد حروفها:
ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ
3 3 4 5 5
العدد الذي يمثل هذا المقطع 55433 يقبل القسمة على 7 :
55433 = 7 × 7919
وكما نرى المهم أن يعطي المقطع معنى متكاملاً ، فالمقاطع القرآنية سواءً كانت في بداية الآية أو منتصفها أو نهايتها فإن كلماتها تسير وفق نظام رقمي ، وهذا لكمال الإعجاز في كتاب اللّه تعالى .
القصص الحق
يقول تعالى : ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ﴾ [آل عمران : 3/62] . نكتب حروف كل كلمة :
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ
2 3 3 5 4
وهنا أيضاً العدد الذي هذا المقطع 45332 يقبل القسمة على 7 :
45332 = 7 × 6476
والنظام الرقمي في هذا الكلام يدل على أنه كلام من عند اللّه وأن القرآن كلُّه حقّ .
خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم
يخاطب الله تعالى حبيبه محمداً عليه صلوات الله وسلامه في آخر سورة نزلت من القرآن : ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ﴾ [النصر : 110/3] . لنكتب عدد حروف كل كلمة :
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ
4 4 3 1 7
العدد الذي يمثل هذا المقطع يقبل القسمة على 7 ثلاث مرات متتالية :
71344 = 7 × 7 × 7 × 208
ولو قرأنا العدد بالاتجاه الآخر يبقى من مضاعفات السبعة :
44317 = 7 × 6331
إن القسمة على سبعة بالاتجاهين يعتبر من المسائل الرياضية المعقدة ، ووجود هذا النظام في القرآن دليل على أنه كتاب الله تعالى .
ويلاحظ أن الآيات التي تحوي مزيداً من التناسقات السباعية الهدف منها للتأكيد على إعجاز هذه الآيات .
خطاب للمؤمنين
يقول تعالى مخاطباً عباده المؤمنين : ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة : 2/216] . لنكتب عدد حروف المقطع كما كُتبت في كتاب الله تعالى :
وَ عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شياً وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
1 3 2 6 3 1 2 3 3
العدد الذي يمثل هذا المقطع 332136231 يقبل القسمة على 7 :
332136231 = 7 × 47448033
وكما نلاحظ أن كلمة (شيئاً) كتبت في القرآن بياء واحدة هكذا ﴿شياً﴾ أي 3 أحرف بدلاً من 4 أحرف ، وهذا يؤكد وجود أسرار لرسم كلمات القرآن العظيم .
العلماء أشدُّ خشية للّه
في الآية 28 من سورة فاطر هناك مقطع من 6 كلمات : ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر : 35/28] ، كيف كُتبت هذه الكلمات في القرآن ؟ كلمة (العلماء) كُتبت هكذا ﴿العلمؤا﴾ . فجاء عدد أحرف هذه الكلمة 6 أحرف ، بينما كلمة ﴿العلمؤا﴾ = 7 أحرف ، وبالتالي يصبح العدد الممثل لهذا المقطع قابلاً للقسمة على 7 .
لنكتب عدد حروف كل كلمة :
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَؤا
4 4 4 2 5 7
العدد الذي يمثل هذا المقطع 752444 يقبل القسمة تماماً على 7 مرتين :
752444 = 7 × 7 × 15356
ماذا عن مقاطع الآيات الطويلة
النظام الرقمي لكلمات وأحرف القرآن يتبع المعنى اللغوي للنص القرآني سواءً كان النص القرآني طويلاً أم قصيراً ، جزءاً من آية أو عدة آيات ، المهم أن يعطي معنىً متكاملاً . وسنضرب بعض الأمثلة لأجزاء من آيات قرآنية طويلة نسبياً .
طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
يأمرنا اللّه تعالى بطاعة رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، ففي نهاية الآية 7 من سورة الحشر نقرأ المقطع التالي :
﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الحشر : 59/7] ، لنكتب العدد الممثل لحروف كل كلمة كما كُتبت في القرآن الكريم :
وَ مَا آتَيكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَيكُمْ عَنْهُ
1 2 5 6 5 1 2 5 3
فَانْتَهُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
7 1 5 4 2 4 4 6
إن العدد الذي يمثل هذا النص القرآني هو : 64424517352156521
يتكون من 17 مرتبة وهو يقبل القسمة تماماً على 7 :
64424517352156521 = 7 × 9203502478879503
والعجيب أن هذا العدد يقبل القسمة على 63 والذي يمثل عدد السنوات التي عاشها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
64424517352156521 = 63 × 1022611386542167
وسبحان الله اعلي العظيم ! يتحدث الله تعالى بنص كريم يأمرنا أن نطيع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويأتي العدد الذي يمثل حروف هذا النص متناسباً مع عمر الرسول عليه الصلاة والسلام ! والأعجب من ذلك أننا إذا عددنا حروف هذا النص نجد بالتمام والكمال 63 حرفاً ! ! !
ننتقل الآن إلى مقطع آخر يتحدث عن قول الكافرين عن القرآن .
رد فعل الكافرين
عندما نزل القرآن أذهل بلغاء العرب وفصحاءهم حتى قالوا عن كلام اللّه وهو الحق إنه سحر ، فكيف عبَّر القرآن عن هذا الموقف للكفار ، لنستمع إلى نهاية الآية 43 من سورة سبأ : ﴿وَقَالَ الذينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ [سبأ : 34/43] ، نكتب الحروف :
وَ قَالَ الذينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ
1 3 5 5 4 3 4 2 3 3 3 4
العدد الذي يمثل النص القرآني يقبل القسمة على سبعة :
433324345531 = 7 × 61903477933
فويل للقاسية قلوبهم
أحبُّ وأعظم وأكبر الأعمال هو ذكر اللّه تعالى ، والقرآن هو الذكر ، ولكن ما عقوبة هؤلاء القاسية قلوبهم من ذكر اللّه وآياته وقرآنه ؟ لنقرأ نهاية الآية 22 من سورة الزمر : ﴿فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ [الزمر : 39/22] . نكتب حروف النص :
فَوَيْلٌ لِلْقَسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَللٍ مُبِينٍ
4 6 6 2 3 4 5 2 3 4
العدد الذي يمثل هذا النص يقبل القسمة تماماً على 7 مرتين :
4325432664 = 7 × 88274136
إذن النظام الرقمي لهذا النص القرآني يتطلب أن تُكتب :
1 ـ كلمة (للقاسية) هكذا ﴿لِلْقَسِيَةِ﴾ من دون ألف .
2 ـ كلمة (ضلال) هكذا ﴿ضَللٍ﴾ من دون ألف .
وهذا ما نجده فعلاً في كتاب اللّه تعالى .
فضل اللّه تعالى
على الرغم من كفر هؤلاء المنكرين للقرآن يرزقهم اللّه تعالى من فضله العظيم ، لنرَ هذا المقطع من نهاية الآية 243 من سورة البقرة :
﴿إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ﴾ [البقرة : 2/243] ، لنكتب الآن حروف كل كلمة من كلمات هذا المقطع :
إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَ لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ
2 4 3 3 3 5 1 3 4 5 2 6
العدد الذي يمثل هذا النص القرآني من مضاعفات الرقم سبعة :
625431533342 = 7 × 89347361906
وله المثل الأعلى
لنستمع إلى نهاية الآية 27 من سورة الروم التي تتحدث عن ذات اللّه تعالى : ﴿وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [الروم : 30/27] . لنكتب عدد حروف كل كلمة ونرى كيف يتكرر النظام الرقمي لحروف القرآن الكريم :
وَ لَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَوَتِ وَ الأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
1 2 5 6 2 6 1 5 1 2 6 6
هذا العدد الذي يمثل النص القرآني يقبل القسمة تماماً على 7 :
662151626521 = 7 × 94593089503
وهكذا حال كثير وكثير من مقاطع الآيات القصيرة والطويلة ، ولو أردنا استعراض جميع النصوص القرآنية التي ينطبق عليها هذا النظام الرقمي لاحتجنا إلى عشرات بل مئات الأبحاث العلمية القرآنية .
آيات تتحدث عن اللّه
إذا كان من يجحد كلام اللّه تعالى لا تقنعه الكلمات ، فهل يمكن أن تكون لغة الأرقام برهاناً مقنعاً له على صدق القرآن ؟
آيات كثيرة تنطق بالحق لتقول إن كل كلمة في هذا القرآن هي من عند اللّه تعالى . القرآن هو كتاب جاء بالدرجة الأولى ليخبرنا : من هو اللّه سبحانه وتعالى ؟
من بين مئات الآيات التي تتحدث عن علم وقدرة ورحمة اللّه تعالى نأتي ببعض الأمثلة لندرك أن هذه الآيات هي من عند اللّه وأنى للبشر أن يأتوا بمثلها . إن النظام الرقمي لهذه الآيات وغيرها دليل علمي مادي على أن القرآن كتاب اللّه تعالى .
ألم تعلم ؟
لنستمع إلى الآية 70 من سورة الحج والتي تحدثنا عن علم الله تعالى : ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ [الحج : 22/70] . لنكتب عدد حروف كل كلمة :
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَ الأَرْضِ
3 4 2 4 4 2 2 5 1 5
إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَبٍ إِنّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
2 3 2 3 2 3 3 4 4
العدد الذي يمثل هذه الآية هو 4433232325152244243 وهو من مضاعفات الرقم سبعة ويساوي :
= 7 × 633318903593177749
اللّه . . . يعلم كل شيء
يقول تعالى عن علمه : ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ﴾ [سبأ : 34/2] . نكتب حروف كل كلمة :
يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَ مَا يَنْزِلُ
4 2 3 2 5 1 2 4 4 1 2 4
مِنَ السَّمَاءِ وَ مَا يَعْرُجُ فِيهَا وَ هُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ
2 5 1 2 4 4 1 2 6 6
العدد الذي يمثل هذه الآية الكريمة من مضاعفات الرقم سبعة فهو يساوي : 6621442152421442152324 أي :
= 7 × 945920307488777450332
عالم الغيب . . . هو اللّه
أما الغيب فلا يعلمه إلا اللّه ، يقول تعالى : ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا﴾ [الجنّ : 72/26] ، نكتب هذه الآية كما كُتبت في القرآن :
عَلِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا
3 5 3 4 3 4 4
العدد الذي يمثل هذه الآية هو عدد من سبع مراتب ويقبل القسمة على سبعة :
4434353 = 7 × 633489
ملاحظة : كلمة (عالِم) كُتبت من دون ألف هكذا ﴿عَلِمُ﴾ .
وللّه غيب السماوات والأرض
يقول : ﴿وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [النحل : 16/77] .
وبنفس الطريقة نجد أن العدد الذي يمثل حروف هذه الآية من مضاعفات السبعة . وكما نلاحظ أن كلمة (السماوات) قد كتبت من دون ألف هكذا ﴿السموت﴾ أي 6 أحرف بدلاً من 8 أحرف . وهكذا حال الكثير من آيات القرآن ، كل كلمة كُتبت بالطريقة التي تناسب النظام الرقمي لنصوص القرآن .
لنتأمل هذه الآية الكريمة : ﴿ وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [غافر : 40/20] . لنكتب عدد حروف كل كلمة :
وَ اللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ
1 4 4 5 1 5 5 2 4
لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
2 5 3 2 4 2 6 6
وهنا نجد العدد الذي يمثل حروف النص من مضاعفات السبعة .
اللّه . . . يحيي ويميت
﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ﴾ [الحجر : 15/23] ، هذه آية تقرّر قدرة اللّه تعالى فهو يحيي ويميت وهو الذي يرث الأرض ومن عليها . لقد كُتبت هذه الآية في القرآن بشكل يناسب تماماً النظام الرقمي .
1 ـ كلمة (نحيي) كتبت ﴿نُحْي﴾ بياء واحدة .
2 ـ كلمة (الوارثون) كتبت ﴿الْوَرِثُونَ﴾ من دون ألف .
لنفتح القرآن على سورة الحجر ونتأكد من ذلك ، لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها :
وَ إِنَّا لَنَحْنُ نُحْي وَ نُمِيتُ وَ نَحْنُ الْوَرِثُونَ
1 3 4 3 1 4 1 3 7
العدد الذي يمثل هذه الآية هو 731413431 يقبل القسمة تماماً على 7 :
731413431 = 7 × 104487633
إذن الإعجاز لا يقتصر فقط على نوعية كلمات الآيات بل على طريقة كتابة هذه الكلمات والأمثلة التي نراها في هذا البحث لهي دليل لا يقبل الشك على معجزة القرآن العظيم .
وحدانية الخالق سبحانه
كيف يتخذ اللّه ولداً ، وهو خالق كل شيء ؟ سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً . لنستمع إلى الآية 35 من سورة مريم : ﴿مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [مريم : 19/35] ، نكتب هذه الكلمات الرائعة كما نراها في كتاب الله تعالى وتحت كل كلمة عدد حروفها :
مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَنَهُ إِذَا
2 3 3 2 4 2 3 5 3
قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
3 4 5 4 2 2 5
العدد الذي يمثل كلمات هذه الآية يقبل القسمة على 7 :
5224543353242332 = 7 × 746363336177476
ويجدر بنا أن نلاحظ أن كلمة (سبحانه) كُتبت من دون ألف هكذا ﴿سُبْحَنَهُ﴾ .
أنَّى يكون له ولد
لنتأكد من هذه الحقيقة نستمع إلى آية أخرى من سورة الأنعام الآية 101 : ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [الأنعام : 6/101] .
لندرس النظام الرقمي لهذه الآية كما كُتبت في القرآن ، لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها:
بَدِيعُ السَّمَوَتِ وَ الأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَ لَمْ تَكُنْ
4 6 1 5 3 4 2 3 1 2 3
لَهُ صَحِبَةٌ وَ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
2 4 1 3 2 2 1 2 3 2 4
العدد الذي يمثل هذه الآية : 4232122314232132435164 يقبل القسمة على 7 فهو يساوي :
= 7 × 604588902033161776452
وكما نلاحظ أن كلمة (السماوات) كُتبت هكذا : ﴿السَّمَوَتِ﴾ ، أيضاً كلمة (صاحبة) كُتبت هكذا ﴿صَحِبَةٌ﴾ (من دون ألف) ، إذن لماذا حذفت الألف من هاتين الكلمتين ؟
الجواب : ليصبح العدد الممثل للآية قابلاً للقسمة على 7 ، ومن الذي يعلم هذه الحقيقة ؟ إنه اللّه تعالى الذي لم يتخذ ولداً وهو الذي خلق كل شيء وهو بكل شيءٍ عليم .
هذا إعجاز اللّه وهذه آياته وهذا قرآنه ، كلام غاية في البلاغة والفصاحة والبيان . . . فأين كلام البشر من كلام اللّه ؟ وأين إعجاز البشر من إعجاز اللّه . . . بل أين هي كُتب البشر من كتاب اللّه تعالى ؟
إلـه واحـد
لنستمع إلى آية من آيات اللّه تعالى نرى من خلالها عظمة البيان الإلهي ، وأن كل كلمة في هذه الآية هي حقٌّ لا شك فيه : ﴿لَقَدْ كَفَرَ الذينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الذينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [المائدة : 5/73] .
إن هذا الكلام هو كلام من عند اللّه تعالى ، لنثبت ذلك بلغة الأرقام القوية ، نفتح القرآن على سورة المائدة وننظر الآية 73 كيف كُتبت ، وربما نُذهل عندما نعلم أن هناك أحرف محذوفة من بعض الكلمات ، ولو لم تحذف هذه الأحرف لاختل النظام الرقمي للآية ! لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها :
لَقَدْ كَفَرَ الذينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلثَةٍ وَ مَا
3 3 5 5 2 4 4 4 1 2
مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَحِدٌ وَ إِنْ لَمْ يَنْتَهُوا
2 3 3 3 3 1 2 2 6
عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الذينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
3 6 5 5 5 4 4 4
1 ـ إن كلمة (ثلاثة) كُتبت من دون ألف هكذا ﴿ثَلثَةٍ﴾ بينما كلمة ﴿ثَالِثُ﴾ لم تحذف منها الألف .
2 ـ كلمة (واحد) كُتبت من دون ألف ﴿وَحِدٌ﴾ .
ما هو العدد الذي يمثل هذه الآية العظيمة ؟ إنه العدد :
3 3 5 5 2 4 4 4 1 2 2 3 3 3 3 1 2 2 6 3 6 5 5 5 4 4 4
إنه عدد مكون من 27 مرتبة ، هذا العدد على ضخامته يقبل القسمة على 7 بما يتوافق مع النظام الرقمي القرآني ، فهذا العدد يساوي :
= 7 × 63507948031619046020632219
إذن نسأل :
مَن الذي صاغَ كلمات الآية بهذا الشكل ؟ مَن الذي ألهم المسلمين أن يحذفوا الألف من كلمة ﴿ثَلثَةٍ﴾ ويبقوها في كلمة ﴿ثَالِثُ﴾ ؟ مَن الذي حفظ هذه الآية طول 1400 سنة دون أدنى تغيير ؟
أليس هو اللّه الواحد القهار الذي لم يتخذ ولداً ، ولم يكن له شريك في الملك ، وهو القادر على كل شيء ، سبحانه وتعالى عما يشركون .
بيده ملكوت كل شيء
﴿فَسُبْحَانَ الذي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [يس : 36/83] . لنكتب هذه الآية كما نراها في كتاب الله تبارك وتعالى وتحت كل كلمة عدد حروفها :
فَسُبْحَنَ الذي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
5 4 4 5 2 2 1 4 6
إن العدد الذي يمثل هذه الآية يقبل القسمة على 7 بشرط أن تُكتب كلمة (فسبحان) من دون ألف هكذا ﴿فَسُبْحَنَ﴾ ، وهذا ما نجده في القرآن إذا فتحنا كتاب اللّه . والعدد الذي يمثل هذه الآية من مضاعفات الرقم سبعة :
641225445 = 7 × 91603635
من خلال هذه الأمثلة يتضح لنا أن الذي أنزل القرآن جعل فيه برنامجاً دقيقاً من المعجزات التي بدأت مع إنزال القرآن وسوف تستمر حتى قيام الساعة ، ونحن نقف الآن على أحد جوانب المعجزة الرقمية للقرآن .
لماذا كُتبت كلمات القرآن بهذا الشكل ؟
كثيراً ما وقفتُ حائراً أمام سؤال غاية في الأهمية : لماذا نجد الكلمة نفسها كُتبت في القرآن بعدَّة أشكال ، فمثلاً نجد كلمة (كتاب) كُتبت على شكلين هكذا ﴿كتاب ـ كتب﴾ وكلمة (تبارك) أيضاً كُتبت بشكلين هكذا ﴿تبارك ـ تبرك﴾ وكلمة (إنما) كُتبت أيضاً على شكلين كالتالي ﴿إنَّما ـ إنَّ ما﴾ وغيرها كثير كثير . . .
فما سرّ كتابة هذه الكلمات وغيرها على هذا النحو الذي نراه في القرآن ؟ ونحن نعلم أن اللّه لو شاء لم تُكتب هذه الكلمات بهذا الشكل ، لذلك مشيئة اللّه تعالى اقتضت هذه الطريقة الفريدة في رسم القرآن ، ولا يوجد أي كتاب آخر في العالم فيه مثل هذه الميزة .
إن الإجابة على سؤال كهذا بلغة الكلمات مهمة صعبة وربما لا توصلنا إلى نتيجة منطقية ، ولكن ما أسهل الإجابة على كثير من الأسئلة المهمة المتعلقة بالقرآن بلغة واضحة هي لغة الأرقام .
من خلال الأمثلة القادمة سوف نرى نوعاً جديداً من أنواع الإعجاز القرآني هو إعجاز رسم كلمات القرآن .
تبارك . . . وتبرك
في القرآن العظيم 114 سورة ، سورتان فقط بدأت كل منهما بكلمة ﴿تبارك﴾ هما سورة الفرقان وسورة الملك . لنفتح كتاب اللّه على هاتين السورتين لنرَ كلمة (تبارك) كُتبت مرة ﴿تبارك﴾ ومرة ﴿تبرك﴾ كما يلي :
1 ـ ﴿تَبَارَكَ الذي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَلَمِينَ نَذِيراً﴾ [الفرقان : 25/1] .
2 ـ ﴿تَبرَكَ الذي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الملك : 67/1] .
والسؤال : لماذا كُتبت كلمة ﴿تبارك﴾ مرة بألف ومرة من غير ألف ؟ في لغة الكلمات لا نجد إجابة منطقية ، ولكن لغة الأرقام تجيب على ذلك بشكل دقيق : إن العدد الذي يمثل الآية الأولى يقبل القسمة على 7 ، والعدد الذي يمثل الآية الثانية كذلك يقبل القسمة على 7 . لنكتب الآيتان كما كُتبتا في القرآن لنرَ النظام الرقمي :
النظام الرقمي لأول آية من سورة الفرقان
لنكتب عدد حروف كل كلمة :
تَبَارَكَ الذي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَلَمِينَ نَذِيراً
5 4 3 7 3 4 5 7 5
العدد الذي يمثل هذه الآية 5 4 3 7 3 4 5 7 5 يقبل القسمة تماماً على سبعة :
575437345 = 7 × 82205335
إذن في هذه الآية كتبت كلمة ﴿تبارك﴾ بالألف عدد أحرفها = 5 ، وبالتالي لو حذفت الألف لم يقبل العدد الممثل للآية القسمة على سبعة .
النظام الرقمي لأول آية من سورة الملك
لنكتب الآية مع عدد حروف كل كلمة :
تَبرَكَ الذي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَ هُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
4 4 4 5 1 2 3 2 2 4
أيضاً العدد الذي يمثل هذه الآية يقبل القسمة تماماً على 7 :
4223215444 = 7 × 4223215444
إذن في هذه الآية كُتبت كلمة (تبارك) من دون ألف هكذا ﴿تبرك﴾ عدد أحرفها = 4 ولو كُتبت هذه الكلمة بألف لأصبح عدد حروفها 5 ولم يَعُدْ العدد الممثل للآية قابلاً للقسمة على 7 . وهذا دليل مادي على أن القرآن كتابٌ من عند اللّه لا يقدر على تركيب وتنظيم هذه الكلمات وطريقة كتابتها إلا اللّه تعالى ، وما هذه الأرقام التي نراها إلا دليلاً جديداً على صدق القرآن .
وكأن هذه الأرقام تريد أن تقول : أيها الإنسان المادي . . . يا من لا يفقه إلا لغة الأرقام والماديات . . . هذه آيات اللّه ، وهذه معجزة كتابه فهل يخشع قلبُك أمام هذه المعجزة . . . هل ستدمع عينكَ عندما ترى آيات اللّه . . . هل سيهتزُّ قلبك لينفض عنه غُبار وصدأ الإلحاد ؟ هل سيُشفى صدرك من مرض نسيان آيات اللّه ؟
إذن تجد الشفاء في كتاب اللّه الذي أنزله اللّه شفاء ورحمة للمؤمنين وقال فيه : ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقرآن مَا هوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الإسراء : 17/82] .
نَبأ . . . ونَبؤا
لنقارن هذين النصين من القرآن العظيم ، نكتبهما كما كُتبا في كتاب اللّه :
1 ـ النص الأول : ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ! عَنِ النَّبَأ الْعَظِيمِ ! الذي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ﴾ [النبأ : 78/1-3] .
2 ـ النص الثاني : ﴿قُلْ هُوَ نَبَؤٌا عَظِيمٌ ! أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ﴾ [ص : 38/67- 68] .
في النص الأول كُتبت كلمة ﴿نبأ﴾ بشكلها المألوف ، أما في النص الثاني فكُتبت هكذا ﴿نبؤا﴾ بواو لا تلفظ ، ما هو الهدف من هذه الواو ؟ لنترك لغة الأرقام تتحدث وتخبرنا يقيناً أن الذي أنزل القرآن هو اللّه ، حَفِظَ كل حرفٍ فيه إلى يوم القيامة :
النص الأول
لنكتب عدد حروف كل كلمة كما كُتبت في القرآن :
عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَأ الْعَظِيمِ الذي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ
2 7 2 5 6 4 2 3 7
العدد الذي يمثل هذا النص القرآني 2 7 2 5 6 4 2 3 7 يقبل القسمة على سبعة :
732465272 = 7 × 104637896
النص الثاني
لنكتب عدد حروف كل كلمة كما كُتبت في القرآن :
قُلْ هُوَ نَبَؤٌا عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ
2 2 4 4 4 3 6
العدد الذي يمثل هذا النص القرآني 2 2 4 4 4 3 6 يقبل القسمة على 7 أيضاً :
6344422 = 7 × 906346
ونلاحظ أن كلمة ﴿نبأ﴾ كُتبت هكذا ﴿نبؤا﴾ أي 4 أحرف بدلاً من 3 أحرف ، لماذا ؟ لأن وجود هذه الواو في هذه الكلمة بالذات ضروري ليصبح العدد الذي يمثل النص القرآني قابلاً للقسمة على 7 تماماً .
والسؤال الآن : هل يمكن للبشر ولو اجتمعوا ومهما توصلوا إليه من علوم وتقنيات ، هل يمكنهم تنظيم كتاب ويتحكَّموا بطريقة كتابة كل كلمة من كلماته ؟
إن علوم البشر لا يمكن أن تتفوق على علم اللّه تعالى ، لأن القرآن هو كتاب اللّه وفيه علم اللّه ، فهل يمكن لمخلوق أن يتفوق على الخالق تعالى ؟ إن الذين كذبوا بالقرآن لا يعرفون شيئاً عن القرآن ، يقول تعالى : ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ﴾ [يونس : 10/39] .
إنما . . . إنَّ ما
كلمة ﴿إنَّما﴾ كُتبت على شكلين في القرآن : ﴿إنَّما ـ إنَّ ما﴾ ، لماذا ؟
والجواب دائماً هو : ليبقى النظام الرقمي لكلمات القرآن قائماً ، لنعلم أن القرآن هو كتاب اللّه ، وأنه لم يتغير منه حرف منذ 1400 سنة وحتى يومنا هذا ، وأن البشر عاجزين عن الإتيان بمثله .
1 ـ لنفتح القرآن على سورة الأنعام الآية 134 ، ونكتب الآية كما نراها : ﴿إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾ [الأنعام : 6/134] ، النظام الرقمي للآية متمثلاً بقابلية القسمة على 7 نتعرف عليه بعد أن نكتب هذه الآية الكريمة وتحت كل كلمة عدد حروفها :
إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَ مَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ
2 2 6 3 1 2 4 7
العدد الذي يمثل هذه الآية يقبل القسمة تماماً على 7 :
74213622 = 7 × 10601946
ملاحظة : لو كُتبت كلمتي : ﴿إن ما﴾ بشكل متصل هكذا ﴿إنَّما﴾ لأصبح العدد الذي يمثل هذه الآية هو : 4 6 3 1 2 4 7 وهذا العدد لا يقبل القسمة على 7 ، فانظر إلى دقة رسم كلمات القرآن !
2 ـ من بين الآيات الكثيرة في كتاب اللّه لنفتح القرآن على الآية: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [يس : 36/82] .
نكتب هذه الآية كما كُتبت في القرآن ،كلمة (شيئاً) كُتبت هكذا ﴿شياً﴾ بياء واحدة ، نكتب الآية كما نراها في كتاب الله تعالى وتحت كل كلمة عدد حروفها :
إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
4 4 3 4 3 2 4 2 2 5
والعدد 5224234344 يقبل القسمة تماماً على 7 أيضاً :
5224234344 = 7 × 746319192
لو كُتبت كلمة ﴿إِنَّمَا﴾ في هذه الآية هكذا ﴿إنَّ ما﴾ كما في الآية السابقة [سورة الأنعام الآية 134] لأصبح العدد الممثللحروف هذه الآية هو : 52242343422 وهذا العدد لا يقبل القسمة على 7 .
إذن من الذي يعلم أن طريقة الكتابة هذه لكلمات القرآن هي التي تحقق النظام الرقمي ؟ إنه الذي أحصى كل شيء في كتابٍ عنده وهو القائل : ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَباً﴾ [النبأ : 78/29] .
لإيلاف قريش
لنتأمل الطريقة التي كُتبت بها هذه السورة : ﴿لإِيلافِ قُرَيْشٍ ! إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ! فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ! الذي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَءَامَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾ [قريش : 106/1 ـ 3] .
العدد الذي يمثل هذه السورة لا يقبل القسمة على 7 إذا كُتبت بهذا الشكل . ربما نُذْهل لو فتحنا القرآن على هذه السورة لنرَ أن كلمة (لإيلاف) مكتوبة ﴿لإيلف﴾ ، وكلمة (إيلافهم) مكتوبة هكذا ﴿إلفهم﴾ ، لنتعرف من خلال النظام الرقمي للسورة على سر كتابة كلماتها بهذا الشكل .
نكتب هذه السورة العظيمة وتحت كل كلمة عدد حروفها :
لإِيلفِ قُرَيْشٍ إِلفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَ الصَّيْفِ
5 4 5 4 5 1 5
فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الذي أَطْعَمَهُمْ
8 2 3 5 4 6
مِنْ جُوعٍ وَ ءَامَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ
2 3 1 5 2 3
العدد الذي يمثل حروف كلمات هذه السورة من مضاعفات الرقم سبعة وهو : 5 4 5 4 5 1 5 8 2 3 5 4 6 2 3 1 5 2 3 . إذن النظام الرقمي لهذه السورة أعطانا تفسيراً دقيقاً لماذا كُتبت كلمات القرآن بهذا الشكل .
ما هي قاعدة رسم الكلمات ؟
هل توجد قاعدة ثابتة لطريقة رسم أو كتابة كلمات القرآن ؟ بما أن نفس الكلمة نجدها مكتوبة بأشكال متعددة مع ثبات المعنى اللغوي ، إذن قاعدة الكتابة لكلمات القرآن لغوياً غير معروفة بالنسبة لنا .
ولكن رقمياً توجد هذه القاعدة ، وهي : بما أن اللّه تعالى هو الذي أنزل القرآن إذن هو الذي اختار ترتيب أحرف القرآن بحيث تُشكِّل نظاماً رقمياً شديد الدقة يعجز البشر عن الإتيان بمثله ، ويبقى القانون الإلهي : ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر : 15/9] . إن النصوص القرآنية التي تتكون من عدة آيات تشكل أرقاماً ضخمة جداً ، هل تبقى هذه الأعداد الكبيرة قابلة للقسمة على سبعة ؟
أول ما نزل من القرآن
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ ! خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ! اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ ! الذي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ! عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق : 96/1-5] . لنكتب حروف هذا النص الكريم كما كُتبت في القرآن :
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ خَلَقَ الإِنْسَنَ
4 4 3 4 3 3 6
مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الأَكْرَمُ الذي
2 3 4 1 3 6 4
عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنْسَنَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
3 6 3 6 2 2 4
إن العدد الذي يمثل حروف هذا النص القرآني كما رُسمت في القرآن هو : 422636346314326334344 هذا العدد الضخم والمكون من 21 مرتبة يقبل القسمة تماماً على 7 :
= 7 × 60376620902046619192
وربما نعلم لماذا كُتبت كلمة (الإنسان) هكذا ﴿الإنسن﴾ من دون ألف .
آخر سورة نزلت
ماذا عن آخر سورة نزلت من القرآن ؟ آخر سورة كاملة نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم هي سورة النصر ، وهذه السورة كانت مؤشراً على اقتراب لقاء الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بربه : ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ! وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ! فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ [النصر : 110/1 ـ 3] لنكتب عدد حروف كل كلمة :
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ وَ رَأَيْتَ
3 2 3 4 1 5 1 4
النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ
5 6 2 3 4 6 4
بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا
4 3 1 7 3 3 5
العدد الضخم الذي يمثل أحرف هذه السورة العظيمة :
3 2 3 4 1 5 1 4 5 6 2 3 4 6 4 4 3 1 7 3 3 5
هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة .
ماذا عن بقيّة سور القرآن ؟
لكل سورة نظام رقمي خاص بها سواءً علمنا هذا النظام أم جهلناه ، وفي هذا البحث تناولنا نظاماً رقمياً واحداً ، وربما يوجد في كتاب اللّه مئات من الأنظمة الرقمية الأكثر تعقيداً ، واللّه أعلم .
اللّه تعالى يخلُق الخلق ويرزقهم ويعطيهم من النِّعم مالا يُحصى ، ثم يكفرون ويجحدون وينكرون . . . يرسل إليهم الرسل ليُذَكِّروهم بالخالق سبحانه وتعالى وعلى الرغم من ذلك يستمرون في كُفرِهم . . . ينزِّلُ عليهم كُتبَهُ ويُقسم لهم بأنَّه على حقّ وسبحان اللّه ! هل اللّهُ بحاجة إلى هذا القسم ؟ ومع ذلك يكفرون ومع ذلك يرحمُهم ويرزقهُم . . . بعد كلِّ هذا هل يمكن لإنسانٍ أن يَتخيَّلَ مدى سَعَةِ رحمةِ اللّه ؟
إنـه لقرآن كريـم
لقد أقسمَ اللّهُ تعالى بمواقع النجوم ـ وهو قَسَمٌ عظيم ـ أن القرآن هو كتابٌ كريمٌ مُنَزَّلٌ من ربِّ العالمين ، لننظُر إلى الأسلوب الرائع للقرآن في التعبير عن هذه الحقيقة وبما يتناسب رقمياً مع العدد 7 عبر الآيات [75 ـ 76 ـ 77 ـ 78 ـ 79 ـ 80]من سورة الواقعة .
يقول تعالى : ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ! وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ! إِنَّهُ لَقرآن كَرِيمٌ ! فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ! لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ! تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الواقعة : 56/75-80] . لنكتب حروف كل كلمة من كلمات هذا النص الكريم كما كُتبت:
فَلا أُقْسِمُ بِمَوَقِعِ النُّجُومِ وَ إِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ
3 4 5 6 1 3 4 2
تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقرآن كَرِيمٌ فِي كِتَبٍ مَكْنُونٍ
6 4 3 5 4 2 3 5
لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَلَمِينَ
2 4 3 8 5 2 2 7
إن العدد الضخم الذي يمثل هذا النص القرآني هو :
3 4 5 6 1 3 4 2 6 4 3 5 4 2 3 5 2 4 3 8 5 2 2 7
هذا العدد يقبل القسمة تماماً على 7 . مع ملاحظة أن الكلمات الآتية : (بمواقع ، كتاب ، العالمين) ، كلها كُتبت في القرآن الكريم من دون ألف هكذا : ﴿بموقع ، كتب ، العلمين﴾ .
إن العدد الذي يمثل هذا النص القرآني مؤلف من 24 مرتبة أي من مرتبة المئة ألف بليون بليون ، ولكي نتخيل مدى ضخامة هذا العدد نقارنه بالعدد الذي يمثل أبَعد نجم عن الأرض ، إن أبعد مجرة مكتشفة حتى يومنا هذا لا يتجاوز بعدها 30 ألف مليون سنة ضوئية أي عدد من 11 مرتبة فقط .
والسؤال : ما هو حجم العدد الذي يمثل كامل القرآن العظيم ؟ إنه عدد مكون من أكثر من سبعين ألف مرتبة !!! أي من مرتبة البليون بليون بليون بليون ...... ويجب أن نقول هذه الكلمة أكثر من سبعين ألف مرة !!! وعدد كهذا نحتاج لكتابته إلى 100 صفحة ، ولا يمكن أن يوجد عدد كهذا في الطبيعة ، ولا يمكن تخيل مثل هذا العدد ، فأكبر عدد يمكن تصوره هو عدد ذرات الكون وهو يزيد قليلاً عن المئة مرتبة فقط . ربما نعلم من خلال هذه المقارنة لماذا نقول دائماً في الأذان والصلاة : اللّه أكبر ! !
آيات . . . وآيت
ماذا لو كان النص القرآني طويلاً ؟ طبعاً سينتج معنا أعداد شديدة الضخامة ، ولكن اللّه أكبر وأعظم . لننتقل الآن إلى أحد نصوص سورة يونس ، يقول الله تعالى : ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَتُنَا بَيِّنَتٍ قَالَ الذينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقرآن غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَائ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ! قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَيكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ ! فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ﴾ [يونس : 10/15-17] .
في هذا النص القرآني نلاحظ ما يلي :
1 ـ كلمة ﴿آياتُنا﴾ لم تُحذف منها الألف .
2 ـ كلمة (بآياته) كُتبت من دون ألف هكذا ﴿بآيته﴾ .
3 ـ كلمة (بيِّناتٍ) كُتبت من دون ألف هكذا ﴿بيِّنت﴾ .
4 ـ كلمة (تلقاءِ) كُتبت بياء لا تلفظ هكذا ﴿تِلقائِ﴾ .
نأتي الآن إلى منطق الأرقام ، ما هي مواصفات العدد الذي يمثل هذا النص القرآني ؟ بلا شك إنه عدد فائق الضخامة ومؤلف من 73 مرتبة ، أي من مرتبة البليون بليون بليون بليون بليون بليون بليون بليون . وبالطبع هذا العدد لا يمكن تخيُّله ، فكيف إذا علمنا أن هذا العدد هو من مضاعفات الـ 7 أي يقبل القسمة تماماً على 7 من دون باقٍ ؟
مئات ومئات من النصوص القرآنية القصير والطويلة كلها انتظمت كلماتها بطريقة مدهشة ، ليس هذا فحسب بل طريقة كتابة الكلمات وموضع كل كلمة من النص ، وكأننا أمام برنامج متطور ودقيق جداً .
وفي هذا المقام نتساءل : هل كان لدى الرسول الأميّ صلى الله عليه وآله وسلم أجهزة كمبيوتر وبرامج متطورة لتركيب مثل هذه الأرقام وضبطها بهذه الدقة العالية ؟ هل كان أصحابه رضي اللّه عنهم الذين لا يعرفون القراءة والكتابة علماء في الرياضيات والأنظمة الرقمية ؟
لقد كان لديهم شيء أعظم بكثير ألا وهو الإيمان والثقة بمُنَزِّل القرآن سبحانه وتعالى .
إن جهنم كانت مرصاداً
من خلال هذه النصوص القرآنية ربما ندرك : لماذا كانت أبواب جهنم 7 ؟ ليَدلَّنا اللّه تعالى على أن الذي خلق السماوات السبع هو الذي أنزل القرآن ونظم كلماته بما يتناسب مع الرقم 7 وأعدَّ لمن يكذب به نار جهنم وجعل لها سبعة أبواب ، واللّه أعلم .
لنتناول أحد النصوص القرآنية والتي تصور لنا نار جهنم : ﴿إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً ! لِلطَّغِينَ مَآباً ! لبِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً ! لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلا شَرَاباً ! إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً ! جَزَاءً وِفَاقاً ! إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً ! وَكَذَّبُوا بِآيَتِنَا كِذَّاباً ! وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَهُ كِتَباً ! فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً ﴾ [النبأ : 78/21 ـ30] .
ونلاحظ أن الكلمات : (للطاغين ، لابثينَ ، بآياتنا ، أحصيناهُ ، كتاباً) ، هذه الكلمات كُتبت في القرآن من دون ألف هكذا : ﴿للطغين ، لبثين ، بآيتنا ، أحصينهُ ، كتباً﴾ . لنكتب هذا النص القرآني كما كُتب في القرآن لنرَ النظام الرقمي لكلماته :
إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً لِلطَّغِينَ مَآباً لبِثِينَ فِيهَا
2 4 4 6 6 4 5 4
أَحْقَاباً لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَ لا شَرَاباً إِلاَّ
6 2 6 4 4 1 2 5 3
حَمِيماً وَ غَسَّاقاً جَزَاءً وِفَاقاً إِنَّهُمْ كَانُوا لا
5 1 5 3 5 4 5 2
يَرْجُونَ حِسَاباً وَ كَذَّبُوا بِآيَتِنَا كِذَّاباً وَ كُلَّ
5 5 1 5 6 5 1 2
شَيْءٍ أَحْصَيْنَهُ كِتَباً فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً
2 6 4 6 3 6 3 5
إن العدد الذي يمثل هذا النص القرآني يقبل القسمة على 7 ! !
إذن نحن أمام نص يتحدث عن جهنم التي لها 7 أبواب ، انتظمت كلمات وأحرف وطريقة كتابة هذا النص بما يتناسب مع العدد 7 ، وعلى الرغم ضخامة العدد الممثل للنص فإنه يقبل القسمة على 7 ! !
إن هذه تذكرة
يقول تعالى : ﴿إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً ! وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ! يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّلِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ [الإنسان : 76/29-31] .
إن العدد الذي يمثل هذا النص القرآني يقبل القسمة تماماً على 7 . وكما نلاحظ أن كلمة (الظالمين) كتبت في القرآن ﴿الظلمين﴾ . ويمكنك عزيزي القارئ أن تجرب مئات النصوص القرآنية لتجدها أنها تنضبط على الرقم سبعة دائماً .
ولكن يجب الانتباه إلى أن الآية التي تظنها لا تتوافق مع الرقم سبعة ، فيجب أن تبحث عن الآية التي قبلها أو بعدها والمرتبطة بها ، لأن القرآن الكريم ليس بهذه البساطة ، فهو كتاب رب العالمين أنزله بعلمه وحكمته . وهذا يعني أننا كلما بحثنا أكثر رأينا عجائب أكثر !
والآن إلى أهم نتائج هذا البحث .
نتائج البحث
بما لا يقبل الشك يمكن القول : إذا تغيرت طريقة كتابة كلمات القرآن سوف يختل النظام الرقمي لها ، لذلك : كل حرف مكتوب في القرآن هو بوحيٍ من اللّه تعالى ولا يجوز تغيير طريقة كتابته ولو كلمة واحدة من كلمات القرآن ، واللّه أعلم .
هل يقتصر كتاب اللّه تعالى وهو أعظم كتاب على نظام رقمي واحد ، أم أن هناك أنظمة رقمية لا يحصي عددها إلا مُنَزِّلُ القرآن ؟ يمكننا أن نقول وبثقة تامة :
كما أن الأنظمة الرياضية والقوانين التي تحكم الكون لا تنتهي ، كذلك القوانين والأنظمة التي رتب الله عليها كلمات وأحرف كتابه لا تنتهي !
هذا البحث العلمي ليس كل شيء ، فما هو إلا خطوة باتجاه اكتشاف وتدبُّر الأنظمة الرقمية في القرآن .
ولكن يخطر ببالي سؤال في هذا المقام : منذ 1400 سنة هل كان إنسان واحد في العالم يعلم شيئاً عن الأنظمة الرقمية ؟ إذن السبق العلمي للقرآن لا يقتصر فقط على علوم اللغة والتشريع والفلك والطب والبحار والأرض وغيرها من العلوم ، بل القرآن سبق علماء الرياضيات والكمبيوتر إلى الأنظمة الرقمية بأربعة عشر قرناً .
كذلك يؤكد هذا البحث أن رسم كلمات القرآن فيه معجزة ولا يجوز تغييره أو المساس به ، وأن الله تعالى قد رتب كل حرف في مكانه الدقيق وهذا يؤكد إعجاز خط القرآن .
وبعد كل هذه الحقائق الرقمية عن كتاب اللّه ، هل يمكن لإنسان عاقل أن يرتاب أو يشكَّ بأن القرآن ليس من عند اللّه ؟
بل هل يمكن لبشر مهما وصل إليه من العلم والقدرات أن يأتي ولو بسورة مثل القرآن ؟ لنستمع إلى هذه الآية العظيمة : ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الذينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الذي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [يونس : 10/104] .
سوف نعيش الآن ومن خلال البحث الآتي مع إعجاز أرقام الآيات وتسلسلها في كتاب الله تعالى . وسوف نختار بعض الكلمات القرآنية التي تكررت في كتاب الله عدداً من المرات وجاءت أرقام آياتها لتشكل أعداداً من مضاعفات الرقم سبعة .
وقد اقتصرنا في هذا البحث على أخذ الكلمة من دون مشتقاتها اللغوية ، مع التأكيد على أن النظام الرقمي يشمل كل كلمة مع مشتقاتها وأحياناً ترتبط الكلمات ببعضها بشكل شديد التعقيد ، وحسبنا في هذا المبحث أن نرى جانباً من جوانب الإعجاز الرقمي لآيات القرآن العظيم .
ويجب أن نؤكد للسادة القرّاء كل شيء في القرآن ينضبط بدقة مذهلة على الرقم سبعة ، ولكن يجب أن ننتبه إلى معنى الكلمة أوالآية وما تتعلق وترتبط به من كلمات أو آيات ، وإلى وجود اتجاهين في قراءة الأعداد القرآنية بما يتناسب مع معنى النص .
وباعتقادي أن مئات الأمثلة التي قدمناها من خلال هذه الموسوعة كافية للبرهان على وجود هذه المعجزة العظيمة في كتاب الله تعالى .