إن ظاهرة التمييز الاجتماعي بين الرجل والمرأة باعتبارهما جنسين متوافقين إنسانياً ومتباينين بيولوجياً في المجتمعات الشرقية، هي ظاهرةُ قديمة قدم البناء الاجتماعي ذاته، وتفرز طبيعة هذه الظاهرة في مجتمعنا الكثير من المعطيات التي تكشف التوتر الواضح، الذي يغلب على هذه الظاهرة أو العلاقة لأسباب وعوامل متداخلة ومتشعبة، ناتجة عن ثقافة اجتماعية منحازة، يغذيها المجتمع وفي وقت مبكر للرجل، فهذه نظرة الجاهلية التي تميز الرجل على المرأة، لأن الإسلام كرم المرأة وعظمها وكفل لها حقوقها كاملة.
والموقف الحضاري لكل مجتمع من المرأة ينعكس بدرجة كبيرة، بمقدار تغلغل تلك الحضارة على دور المرأة في تاريخ ذلك المجتمع، وطبيعة موقفها من الأحداث، فمجتمع يعامل المرأة بدونية وآخر باحتقار، وعلى أنها مخلوق (نجس)، وتلك هي اختلاف النظرات على مر العصور مع مختلف الديانات، والكل يعرف مدى تكريم الإسلام للمرأة وحفظ مكانتها وحقوقها.
للمرأة دور مهم في المجتمع ولا يستطيع القيام به غيرها، فإن أخلَّت به اختل المجتمع كله، فالرجل والمرأة في المجتمع كجناحي الطائر، إذا اختلَّ احدهما سقط المجتمع كله، ومن الضروري أن يعرف كل منهما دوره ووظيفته، على كل حال ألاَّ يتصارع كل منهما على مكان الآخر، فالمرأة في مجتمع يؤمن بإنسانية المرأة والرجل على السواء، وهي تمارس دورها الاجتماعي بوصفها إنسان، فتساهم مع الرجل في مختلف الحقول الإنسانية، وتقدم أروع النماذج في تلك الحقول نتيجة للاعتراف بمساواتها مع الرجل على الصعيد الإنساني.
فالمرأة دورها فعَّال في تنمية المجتمع وازدهاره وتقدمه، لما تقوم به من تربية الأجيال، ومن تنمية اقتصادية وسياسية فهي دعامة المجتمع وروحه.
javascript:emoticonp('
')javascript:emoticonp('
')