بوسعادة مدينة جزائرية تقع
على بعد 245 كلم جنوب العاصمة
يقدر عدد سكانها بـ 150000 نسمة
من مسمياتها مدينة السعادة وكذا بوابة الصحراء
نظرا لكونها أقرب واحة إلى الساحل الجزائري
وقبلة السياح الذين يأتونها للراحة
والاستجمام والاستمتاع بمناظر النخيل ووداعة الشمس التي تطل
من وراء جبل كردادة محملة بنسائم العشق
والوله الذي كان يرسله العشاق والشعراء
في مدينة السحر والجمال بوسعادة
واحة النخيل مرتع حضارة ورجال ذهبوا في
أعماق التاريخ مخلفين آثارهم في كل مكان
قد لا تكون السعادة وحدها وقد يكون الأب أو الحفيد
وكل الذين بنوا هذه المدينة الجبلية الجميلة
الواقعة في بوابة الصحراء
الجزائرية بولاية المسيلة التاريخية
التي ترعرع فيها العلماء والمفكرون
وشادوا فيها نهضة لاتزال أثارها بااقية حتى اليوم
مسيليون في كل مكان رجال علم وثقافة وإبداع
ولايزال الأبيض والأسود يحفظ لمدينة بوسعادة
وهي التي تتوسد النخيل والجبل تلك المناظر
البانورامية الممتعة الخلابة ولايزال الجزائريون وكثير ممن زار
بوسعادة يحجز لصديقه بطاقة بريدية
تحمل سحر المكان وافانين الطبيعة الجميلة
أما الذين وقعوا في حب هذه المدينة فهم كثر
ولن يكونوا أكثر من الفنان الفرنسي الشهير
غرقا في حب بوسعادة والى الأبد
أولونيس إيتيان ديني
نصر الدين دينى
غرقا في حب بوسعادة والى الأبد
تاريخ بوسعادة
تاريخ بوسعادة كما يقدمه علماء الآثار والباحثون
يضرب في أعماق التاريخ يحكي شواهد
هذه الواحة التي يقول المؤرخون أنها كانت
آهلة بالسكان منذ عصور ما قبل التاريخ
وقد تم العثور على مسافة 4 أو 5 كلم جنوب المدينة
على العديد من الآثار التي تدل على وجود سكان على ضفاف
وادي بوسعادة منذ العهد الأبيروموريزي
ملحق #1 10/02/2010 01:18:06 م
أي منذ حوالي ثمانية آلاف أو عشرة الاف سنة
وعيش أناس ما قبل تاريخ عصر المنطقة
فعلى طول سلسلة جبال سلات وفي أعالي طريق سيدي عامر
مازالت تلاحظ رسومات صخرية هي أشبه برسوم البيسون
أما الرسوم الصخرية فتذكر الزائر بصور التاسيلي الجدرانية
التي تشابهها اشد الشبه ولكن الباحثين لا يعلمون الشيء الكثير
عن المدة التي تفصل بين حياة أولئك الذين عاشوا
في عصر ما قبل التاريخ وبين حياة سكان الحضنة
الذين يشهد التاريخ بأنهم من أوائل سكان هذه المنطقة
غير انه قبل الاحتلال الروماني لاماكن محددة من السهاب
كانت هذه الأخيرة آهلة «بالجيتول» وهؤلاء البرابرة الرحل
ماذا قال المؤرخون عن بوسعادة -
لقد عني كثير من المؤرخين بتاريخ بوسعادة وشخصياتها
ولعل الشيخ ابوالقاسم محمد الخضاوي
بن الشيخ أبي القاسم الديسي بن سيدي إبراهيم الغول
وهو ابن بوسعادة قد أشار في كتابه
المعروف تعريف الخلق برجال السلف إلى تاريخ المنطقة
وفيه أثار للأولين وأقربهم إلينا في التاريخ بنو برزال
المتنقلون إلى الأندلس كما ذكره ابن خلدون ومن فروعه
جبل القليعة وهو جبل رفيع قمته مربعة وفي سطحها ديار
كانت لأحد رؤساء زناتة ثم صارت إلى بعض رؤساء العرب
ومنهم قتيل ذئاب في محل الرمل واليراع
وقال ابن خلدون: وكان مقامة بينهم سنة يختلف
إلى بني برزال بسالات والى قبائل البربر
بجبل أوراس يدعوهم جميعا إلى مذهب النكارية
إلى أن ارتحل إلى أوراس واستبحر عمران هذا المصر
واعتصم به بنو واركلا هؤلاء والكثير من ظواعن زناتة
عند غلب الهلاليين اياهم على المواطن واختصاص الاثيج
بضواحي القلعة وما اليها ولعل بعض هذه الاشارات التاريخية
تدل على ما فيه الكفاية على تاريخ بوسعادة
وامجادها الماضية لاتزال مدينة بوسعادة
وهي مدينة العلم والفكر تشتهر برجالاتها المثقفين
ممن بنوا صرح الجزائر الثقافي والفكري والعلمي فلقد
برز بها مصلحون ومفكرون وعلماء ورجال دين كالشيخ الديسي
وغيره الكثير بل ان بوسعادة لاتزال حتى اليوم موطن
شعراء وموسيقيين جزائريين مجيدين
ولعلها حالة من التواصل الفكري الذي يسري
في نسيج المدينة ورجالاتها وعمرانها.الطبيعة المعمارية للمدينة
لقد اشتهرت بوسعادة مثل بقية المدن الجزائرية التاريخية
بفنون العمارة الإسلامية وشهدت فيها المساجد
والبناءان العمرانية نموا ملحوظا بل وبرز من خلال هذا العمران
أهمية الروح الإسلامية والطراز الهندسي
الفاخر الذي تميزت به مساجد بوسعادة
كما هو حال مسجد زاوية الهامل ذي الطراز المعماري الرائع
ملحق #2 10/02/2010 01:18:57 م
ومسجد النخلة والمسجد العتيق الذي بناه الشيخ العالم سيدي ثامر
وقد استعمل البناءون البوسعاديون في عمارتهم وسائل طبيعية
كالنخيل و العرعار ووظفوا ما لديهم توظيفا
موفقا في بناء المساجد التي تقدم النموذج
الامثل في العمارة والبناء الإسلامي
بفنونه وزخارفه وطرزه الرائعة ناهيك عن العلوم
وفنون التحصيل المعرفي الذي تميزت به بوسعادة
عبر تاريخها المجيد ولا تزال بهذا الصدد زاوية الهامل
معلما دينيا وحضاريا وفكريا يشع على المنطقة بعلومه ورجاله
ولا تزال زاوية الهامل غارقا في متاهة الزمن
وفيا لتدريس
المباديء القرآنية المتواصل على مر الأيام
منذ تأسيس هذه الهيئة في عصر الأمير عبد القادر الجزائري
ولا تزال تتميز بتجديد حسن الضيافة وبالهدوء
في ممراته المظللة والقبة التي تمثل قبر المؤسس
والذي يرجع لها الفضل في تذكيرنا بعصور أخرى
لا تزال تجيء دائما محملة بالإشعاع والعلم والفكر
صناعة الحلي في بوسعادة
لمدينة بوسعادة عالمها الخاص رائحة التراث
وعبق الماضي السيوف والبرانس و الفضة
والذهب و حلي العرس و هدايا تذكارية لا تنسى
مازالت صناعة الحلي ببوسعادة تتوارث أبا عن جد
وهي الصناعة التي ساعدت سكان الواحة
على العيش والتأقلم مع ظروف البيئة في القدم
فهي ذات شهرة محلية ودولية يعرفها السياح الاوروبيون
الذين رجعوا اليها بعد طول غياب
على خطى الفنان الفرنسي المسلم الشهير
ايتيان ديني الخيل هو عنوان اخر لمدينة
تضرب في اعماق التاريخ والفحولة العربية
البوسعاديون خيالة بطبعهم وعندما تستمع الى الزميرلى احمد
تشعر بالراحة والتلقائية التي تغمر قلبك
وانت تجلس داخل الخيمة البوسعادية حيث الشاي الاخضر
والفول السوداني ولذة الصحراء التي تختزل زمن الشعر
والغناء والفلكلور الشعبي الذي تشتهر به بوسعادة
ويرتفع عاليا مدويا جميلا اخاذا صوت المطرب الكبير
خليفي احمد بصوته وشدوه الذي يجيء جميلا عذبا قد كانت
الخيمة دليل الكرم والضيافة العربية وفي واحة بوسعادة
يفيض الكرم والخير وتذهب العين على المدى البعيد
حيث واحات النخيل المثمرة والرقص الشعبي
والجبة البوسعادية وكل تلك الرموز التراثية الشعبية
التي تحتفل بها واحة بوسعادة بمناظرها الطبيعية
التي سحرت في الاربعينات الامريكيين وقد كادوا يقيمون
استوديو ضخما للسينما في بوسعادة لما تتمتع به
من صور غاية في الجمال والروعة تصلح لان تكون مشاهد
سينمائية متميزة لا تحتاج إلى ديكور او مهندسي
في باب الصحراء وفي الخيمة البوسعادية
يكون الفرح والاعراس والشعر والشاي وتلقائية الحكي
الذي يصنعه السرد والقول الشعبي الذي لا يموت في واحة
حباها الله بالسحر والجمال فاذا هي جنة الله في الارض
العاشق المسلم ايتيان ديني هو عاشق بوسعادة وفنانها الكبير
الذي يسمى بيته اليوم بمتحف نصر الدين ديني
جاء من باريس من تلافيق الحضارة المادية
وضيق الايديولوجيات التي لا تريح مزاج المبدع فخرج يطوي
الارض نحو بوسعادة حيث حط الرحال واستراحت
نفسه للاسلام فدخل فيه فردا مؤمنا كأعذب ما تكون روح المسلم
وتلقب باسم نصر الدين ديني المولود بباريس عام 1861ميلادي
والمعتنق للاسلام عام 1913م بعد ان قضى فترة طويلة
في واجهة بوسعادة يستلهم من جمالها لوحاته وابداعاته
تمثل صورة الحياة الصادقة الصافية في وجوه نساء جميلات
يعتمرن اللباس التقليدي ويمشين إلى الواحة فيسحرن الناظر اليهن
ويأخذن بنياط قلبه لقد عبر نصر الدين الفنان المسلم
حدود الجمال الطبيعي وذهب بعيدا في غور الروح
فاذا هو يصوم ويصلي هو ذا مثل البوسعاديين ينتظر قمر رمضان
الصورة مشدودا إلى السماء بعد ان كان مشدودا
إلى الارض في بوسعادة اسلم وفي بوسعادة قضى حياة فنية
عامرة بالعطاء والرسم وفي بوسعادة اليوم ضريحه
وبقية من روحه العطرة وتراث ثر من الابداع
الذي استلهمه نصر الدين ديني من بوسعادة
وحياة ناسها البسطاء الطيبين ومن نسائها الجميلات
من طبيعتها الساحرة من نخيلها الباسق ومن تمرها الحلو
وهي التي سكنت قلبه فسكن ارضها إلى الابد
هذه هي بوسعادة الجزائرية قبلة المكان وسحر الزمان
فيما ترك الرواة على قديم العصر وسالف الزمان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]