الخيال عدة الأديب شاعرا كان أو كاتبا، أو خطيبا، أو روائيا. وقد اعتبر أحمد الشايب في كتابه(أصول النقد الأدبي. ص: 211): أنه من الصعب إعطاء تعريف شامل ودقيق للخيال، لأن هذه الكلمة ترد في العبارات المبهمة،ولأنها كذلك تدل على صور عقلية متشابهة وإن لم تكن متحدة
ويقول Ruskin في كتابه les peintres modernes: إن حقيقة الخيال غامضة،صعبة التفسير،وينبغي أن يفهم في آثاره فحسب.
ويؤكد الدكتور( إدريس الناقوري) في كتابه ( المصطلح النقدي في نقد الشعر) أن مادة ( التخيل) تعتبر ومشتقاتها من أكثر المواد العربية خصوبة واتساعا، اشتقاقا ودلالة. فإذا ما تصفحنا قواميس اللغة، نجد أن ( تخيل الشيء) تحرك في تلون. و( تخيل علينا فلان) أدخل علينا الهمة. و( خيلت المرأة في المنام) لاح خيالها. و( تخيلت السماء) تهيأت للمطر. و( خيلت السحابة) إذا غامت ولم تمطر. ويقال( خيلت) بمعنى شبهت. و( خيلت علينا السماء) رعدت وأبرقت.
أما اسم الخيال فهو يطلق على كل ما يتراءى كالظل و( خيال الإنسان في المرآة) فهو صورته وتمثاله. ويفيد كذلك - كما قال الأصمعي- :<< الخشبة التي توضع فيلقى عليها الثوب للغنم إذا رآها الذئب ظنا انه إنسان>>.
والخيال – كذلك- ما نصب في أرض ليعلم أنها حمى، فلا تقرب. ومن معاني الخيال والتخيل: الظن. و(خال)، ظن،وتوهم، وحسب. وقد يطلق الخيال كذلك على شخص الإنسان أو طيفه.
وفي الاصطلاح يطلق التخيل على العملية الفكرية التي يقصد منها تذكر الأشياء أو تصورها على حقيقتها الطبيعية.
وفي المعجم الفلسفي نجد أن الخيال ليس سوى الصورة المشخصة التي تمثل المعنى المجرد تمثيلا واضحا( د. جابر عصفور: الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي).
وفي ( التعريفات) للجرجاني نجد أن الفلاسفة القدماء يحددون الخيال بأنه: << قوة في النفس تحفظ ما يدركه الحس المشترك من صور المحسوسات بعد غيبوبة المادة>>.
ويبين الدكتور أحمد جابر عصفور في كتابه السابق الذكر،أن اصطلاح التخيل ورد بدلالته اللغوية هذه عند ابن قتيبة في كتابه( تأويل مشكل القرآن)، ص:87. والجاحظ في كتابه( الحيوان)،وابن المعتز في كتابه( فصول التماثل). أما دلالته الاصطلاحية فيبدو أن الكندي أول من جددها حيث جعل التخيل مرادفا للتوهم(رسائل الكندي). وبهذا يكون المصطلح قد تحدد أولا في دائرة البحث الفلسفي لينتقل بعد ذلك إلى ميدان الدراسات النقدية،والبلاغية،حيث أصبح يستخدم للإشارة إلى فاعلية الشعر وخصائصه النوعية. ويصغ طبيعة الإثارة التي يحدثها الشعر في المتلقي. وكصفة تميز بعض الاستعارات والتشابهات عن بعضها الآخر.
ومفهوم التخيل عند قدامة بن جعفر كما يؤكده الدكتور إدريس الناقوري، هو: << قدرة الإنسان على تمثل الأشياء الحسية والمدركات الخارجية عن طريق ملكة التفكير التي تعد من مميزاته الهامة>>.
ويرى ابن سينا أن الكلام المخيل، هو<< الذي ينفعل به المرء انفعالا نفسانيا غير فكري، وإن كان متيقن الكذب>>( ابن سينا،الشفاء،الفصل 9).
ويحذر ابن سينا من الخيال، ويسميه التخيل. وعنده أن هذا العقل الفعال يحذر الإنسان من رفقته، أي رفقة القوى الحسية الأخرى. ومنها التخيل الذي يصفه قائلا:<< وأما الذي أمامك فباهت مهدار بلفق الباطل تلفيقا، ويختلق الزور اختلاقا. و يأتيك بأخبار ما لم تزود. قد درن حقها بالباطل، وضرب صدقها بالكذب، وإنك لمبتلى بانتقاد حتى ذلك من باطله، والتقاط صدقه من زوره>>( ابن سينا: رسالة حي بن يقظان- في رسالة القدر).
والخيال مهم في الشعر. فهو يعطي العمل الفني قيمته. ويستمد الشاعر من الخيال ما يميزه عن غيره من المبدعين. فالرواية فيها خيال، والخاطرة فيها خيال، والشاعر يختلف عن الروائي اختلافا كبيرا. لان الخيال خاص جدا بالشعر.
فالخيال نشاط خلاق لا يستحدث أن يكون ما يقدمه نسخا أو نقلا للواقع الخارجي. ولا يستهدف أن يكون ما يقدمه نوعا من أنواع الفوارق أو التطهير الساذج( كتاب فن الشعر لأرسطو).
والخيال عند المحدثين ، يهدف فيما يقدمه إلى أن يدفع بالمتلقي إلى إعادة تأمل واقعه من خلال رؤية شعرية على نحو يساهم في إثراء المتلقي باستمرار. والخيال هو الذي يمنح الفن فنيته.
والخيال(كما أسلفنا) انتقل من ذاكرة الدراسات الفلسفية إلى دائرة الدراسات الأدبية. وهذه الحقيقة تنطبق على الخيال كمصطلح في النقد القديم. ويمكن الوقوف عليه في دائرة الدراسات الفلسفية.
والفلاسفة استفادوا من التراث الأرسطي. فقد قسموا قوى النفس إلى قسمين: القوى المتحركة، والقوى المدركة.
فالقوى المدركة تقسم بدورها إلى قوتين:
1- قوى تدرك من الخارج. والمقصود الحواس الخمسة.
2- القوى الثانية هي التي تدرك من الباطن.
والقوى من النوعين، هي التي تشكل القوى الداركة. والقوى التي تدرك من الباطن تكون نتيجة انفعالات داخلية. وهذه القوى عددها في التصور القديم : خمسة. وهي:
1- الحس المشترك( أو الإدراك الحسي)- كما عند ابن سينا- . وهذه القوة لها مجموعة من الوظائف . فهي تدرك المحسوسات.
2- الخيال أو المصورة. وهذه القوة مهمتها حفظ ما وصل إليها عن طريق سابقتها.
3- المتخيلة أو المفكرة. وتقوم باستعادة ما وصل إليها عن طريق سابقتها، ثم تحاول أن تعيده في شكل يختلف عما كان عليه في القوة السابقة.
4- القوة الوهمية. تدرك من المحسوسات مالا يحس( وهذا هو الوهم). ويسرد الفلاسفة المتقدمون حكاية( الشاة والذئب) إذ ما تلبث أن ترى الذئب حتى تشيع العداوة فيها، فتجفل وتهرب.
5- الحافظة أو الذاكرة. مهمتها في التصور القديم حفظ ما وصل إليها عن طريق سابقتها.
هذا الموقع المتوسط له دلالة( للقوة المتخيلة) يجعل عمل هذه القوة يتسم بسيمتين:
الأولى: خاصة بقربها من الحس.
والثانية: تشتمل في التجريد بسبب بعدها عن الحس. وهاتان السمتان نجم عنهما أمران بالغا الأهمية.
الأول: أن المتخيلة عند الإنسان لا يمكن أن تعمل في غياب الحسي.
الثاني: هو أن هذه القوة بسبب قدرتها على التجريد يتميز بها الشعر أو الشاعر.
بناء على ما تقدم ، نرى بان القوة المتخيلة ألصق من الحس. وذلك يرجع لبعدها عنه. وهذه القوة إذا صادقت نفسا شفافة وقدر لها أن تتصل بما يقول الفلاسفة، أي أن تتصل بالعقل الفعال- ولا يقع ذلك إلا للأنبياء- صارت لها قدرة على معرفة الشيء قبل وقوعه. فالقوة المتخيلة هي أرق من معرفة الشيء قبل وقوعه. فالقوة المتخيلة هي أرق من الحس. وهناك أناس يتميزون بهذه القدرة. ولكن مشاغلهم حالت بينهم وبين ذلك، وأكثرهم الشعراء.
فالأنبياء رغم اتصالهم بالعقل الفعال. وبالقوة الأعلى كان لزاما عليهم تبليغ رسالتهم إلى الناس أن يخاطبوهم بما يتصل بإحساسهم. وقد قال الناقد القديم:<< ينبغي أن تبقى هذه القوة في حضن العقل، وتحت قبضته. لان هذه القوة متصلة بالحس... والحس يقع في التضليل، ولابتعاد عن هذا ، يجب أن توضع تحت العقل>>.
فالقوة المتخيلة تستطيع الابتكار، والابتعاد عن الحس. وكذلك تستطيع أن تنحرف بصاحبها كما هو الشأن بالشخص الذي يكون نائما، ولكن المخيلة غير نائمة. وقد تقدم له أشياء غريبة وهو في نوم غائب فيه العقل، حيث المخيلة تقدم له ما ليس في الواقع. والذين لا ترتد عنهم المخيلة هم الأنبياء. لان لهم معرفة مسبقة بما سيقع. بينما الشعراء أناس عاديون مثلنا. والتأكيد على وجوب العقل في القوة المخيلة أمر لا بد منه نظرا لما توصل إليه الأسلاف. يذكرون بان المعرفة الإنسانية يمكن أن يتصل بها الإنسان عن طريق الحس أولا، والعقل ثانيا.
وهناك طريق لتحصيل المعرفة. وهي مقترنة بالحس. وهي نسبية. كما أن المعرفة الحسية ليست يقينية . فهي خادعة.
وهناك واقع لا يمكن لدارس النقد القديم أن يتجاهله. وذلك أن النقد القديم لم يأت بالصورة التي كنا نتمنى. لم يأت بها عند الشاعر وما وسعه البحث عن الصورة المتخيلة عنده .فيحدثنا عن طبيعتنا وعما يتصل بها. فهذه حقيقة.
كما أن الناقد القديم انصرف إلى البحث في تأثير القوة المتخيلة على المتلقي، مثل ابن سلام الجمحي. فقد كان مشغولا بقضايا لغوية، كما كان ابن قتيبة. بينما المبرد له كتاب( الكامل) فيه باب معقود للتشبيه. وهو قسم مما تقوم به الصنعة. وأساس البحث تقسيم التشبيه أي هو تشبيه إذا سمعه المتلقي استحسنه. فليس فيه كيف يمكن للشاعر أن يشبه. بل اثر التشبيه على المتلقي فكلهم اهتموا واعتنوا بالنظر في القوة المتخيلة، وأثرها على الإنسان، بدلا من أن يهتم بسيكولوجية المتلقي بدلا من أن يهتم بالتخيل اهتم بالتخييل.
إن فهم الشعر على اعتباره تخبلا عقليا، يعني أن الشاعر يأخذ مادته من القوة المتخيلة. والوهمية ثم يقوم بفرض هذا الذي أخذه على عقله، فيقوم بفرض هذا الذي أخذه على عقله. فيقوم عقله بضبط قوة التخيل وتوجيهها. فيؤثر بذلك في القوة المتخيلة عند المتلقي. وهذه بدورها تقوم بالتأثير على القوة النزوعية.
وليست القوة النزوعية في التصور القديم سوى خامة للقوة المتخيلة. فيصير المتلقي إلى فعل أو انفعال أي نتيجة لما قرأ.
والتخييل يتم على مستوى اللاوعي. فيمارس أو يجنح العقل عند المتلقي، ويصبح محصورا بين البسط أو القبض. ومتى يقع المتلقي تحت تأثير الشعر في لحظة اللاوعي الخالصة. أي العقل غائب. وهذا التأثر يدفع بالمتلقي إلى البسط أو الانقباض. وهما نتيجة للفعل أو الانفعال، واستجابة المتلقي بالتخييل الشعري تتحقق في ضوء حقيقة مفادها أن الإنسان كثيرا ما تتبع أعاله تخيلاته.
ويبدو في ضوئها تقدم أهمية العقل بالنسبة للتخيل الشعري. ولا يقل عن أهمية العقل أهمية صناعة المنطق. وأهمية صناعة المنطق بالنسبة للشاعر تقع في مد العقل في ما ينحت.
كما أن الناقد القديم انصرف إلى البحث في تأثير القوة المتخيلة على المتلقي. وصناعة المنطق معادية للطبع. وهي التي يستطيع الشاعر أن يمتلك السبل التي تجعله حاذقا في صناعته. ولذلك الفرابي يقول:<<شعراء مطبوعون، وشعراء مسلجسون( أي متصنعون)...>>
متى ينفع التخييل إذا كان العقل حاضرا؟:
قد يقع التخييل الشعري في منافع، وقد يستخدم في الباطل، كقول الشاعر:
لولا خلط سنها الشاعر ما درى************* بغاة الفلا من أين تؤتى المكارم
من هنا نرى بان الشعر( تخييل عقلي) يمكن أن يستخدم في الحث على مكارم الأخلاق. وقد يبدو أيضا أن مفهوم الخيال الشعري يتحدد من خلال مبدأين:
1- العقلانية: وهو أمر مرتبط بالقوة الفاعلية في العملية الشعرية لضبط قوة التخيل.
2- الحسية: وهو لأمر مرتبط بمادة الفعل الشعري بعد اختزالها في القوة الذاكرة، أو الحافظة ، فما قيل لم يكن بمثابة المقولة المسلم بها عند الفلاسفة، وغيرهم.
فالشعر عندهم صناعة قولية لها أدواتها، ولها طرائقها. وكلها أدوات وطرائق تبعد الشعر وتبقي الصلة بالعقل. وهذا قد نجده عند غير الفلاسفة. ولكن بصياغة أخرى.
وهذه الأدوات لا يمكن تحصينها إلا بالدربة والمراس، والارتياض. ومن المنطق تماما أن تلعب الذاكرة دورا كبيرا.
لكن كيف؟. وبالفعل قدر الناقد القديم الفلسفي، وغيره أهمية الذاكرة. لكن للأسف ظلت أهميتها مقترنة عنده بطبيعة الوظيفة( أي في إطار الحفظ والتذكر).
والنقد المعاصر يقول بأن للذاكرة ارتباطات نفسية حميمة عند الشاعر. أي لا يمكن للذاكرة أن تنحصر في إطار الحفظ. فهي مرتبطة بإحساس الشاعر. وهو حفظ مرتبط بميول الشاعر. وهذا لا نجده في النقد القديم.
وأهمية الذاكرة في الخيال، يقول ابن طباطبا العلوي في كتابه( عيار الشعر)( تحقيق وشرح: عباس عبد الساتر- ط1، 1982، دار الكتب العلمية- بيروت، ص: 15):<< المحنة على شعراء زماننا هذا( ق4 هـ)، أنهم قد سبقوا إلى كل معنى بديع. وحيلة خلابة نادرة. فكيف يجب مواجهة هذه المحنة؟. فقد سبقوا إلى الحيلة، وإلى المعنى البديع. أي أنه عرف الداء. أي كان الشاعر المتأخر وجد نفسه بين طريقين:
أما أن يسير على طريق القدماء. وإما أن يستغل ما حفظه في توليد معنى جديد. وهنا الذاكرة تحتل الأهمية. أي أهميتها تقع في أنها تحفظ للشاعر ما يريد وتقدم له القدرة على النظم والتوليد في أي معنى يريد.
وليست الذاكرة هي الأداة الوحيدة التي يجب للشاعر أن يعتمد عليها. بل هناك أدوات أخرى . يقول ابن طباطبا في كتابه السابق:<< للشعر أدوات منها التوسع في غلب اللغة ومعرفة علم العروض، ومعرفة علم القوافي، ومعرفة عادات العرب...>>.
ونجد إشارات في النقد القديم إلى الطبع. أي التنويه بالطبع. لكن الطبع المنوع ظل قرينا باستكمال الشاعر لأدوات شعره.
وفي النقد المعاصر، يرى كانط أن:<<الخيال اجل قوى الإنسان، وانه لا غنى لأية قوة أخرى من قوى الإنسان عن الخيال ن وقلما وعى الناس قدر الخيال خطره>>.
والخيال وعي ذو سلطان ثابت الدعائم. لا يهتدي المرء إليه، لأنه يعجز عن الوقوف على عظمته ألا إذا عرفه عن طريق الشعور. وحينئذ لا تستطيع قوة أخرى من قوى العقل أن تضعفه أو تفسده، أو تنقص منه.
ويقسم ( كوليردج) الخيال إلى نوعين: الخيال الأولي، والخيال الثانوي.
والخيال الأولي، هو القوة الحيوية والعامل الأول في كل إدراك إنساني.. وهو عملي في وظيفته. ويقابل ما يدعوه( كانط) بالخيال الإنتاجي. فكل إدراك علمي لابد فيه من هذا النوع من الخيال.
أما الخيال الثانوي فهم صدى للخيال الأولي في نوع عمله. ولكنه يختلف عنه في درجته. وطريقة عمله، لأنه يحلل الأشياء أو يؤلف بينها أو يوحدها، أو يتسامى بها ليخرج من كل ذلك بخلق جديد( السيرة الأدبية- كوليريدج- الفصل الثالث). ومجال الفن وهذا النوع من الخيال يدعوه( كانط): الخيال الجمالي.
وفي الخيال الثانوي تتجلى القوة العليا على تحميل الأشياء إذ انه يتخذ مادة عمله مما يصدر عن الخيال الأولي من مدركات، فيحولها إلى تعابير بمثابة تجسيم للأفكار التجريدية، والخواطر النفسية التي هي في أصلها مدركات عقلية محضة.
أنواع الخيال:
والخيال ثلاثة أنواع،وهي:
1- الخيال الابتكاري: وهو الذي يختار عناصره من بين التجارب السالفة، ويؤلفها مجموعة جديدة. وإذا كان التأليف استبداديا، أو سخيفا سني وهما. وهذا ما قد يدعى بأحلام اليقظة.
2- الخيال التاليفي يجمع بين الأفكار والصور المتناسبة، التي تنتهي إلى أصل عاطفي واحد صحيح. فإذا لم تفهم هذه الصورة على أساس صحيح متشابه، كانت وهما كالتمثيل المرذول في علم البيان.
3- الخيال البياني أو التفسيري: وهو الغالب في أدبنا العربي. وهو يظهر في نحو قول ابن خفاجة الأندلسي في الزهرة:
ومائسة تزهى وقد خلع الحيا******* عليها حلى حمرا وأردية خضرا
يذوب لها ريق الغمائم فضة******** ويسكن في أعطافها ذهبا نضرا