غرقت في بحر أفكاري
و إنقطع عني لحن نهاري
سلبني الشوق ألحان أوتاري
و تلاعبت بي أمواج بحاري
حسبت أن دفق الغثاء يروريني
و أن الأرض الضماء تأويني
فبعد إنصاتي لحنيني
تيقنت أن بهجة الفؤاد دواء أنيني
فبدأت أتطلع في كتاب أيامي
و أهيم في صفحات أحلامي
لعلي ألقى شفاءا لجروحي
و أنيس الأمنيات ورفيق الطموح
مضيت بين طيات شموخي
فإذا بي ألمح طيف رضوخي
رحت أخطي بين أطراف الدروب
و ألمس شعاع ملاكي الدؤوب
غمرتني الفرحة حين لقياه
و سلست بنور محياه
أخذت اتنانسى آلامي
و استرجع ذكرى آمالي
عادت لي البراءة
ونبذت الدناءة
رحت أسأله بلهف و بشغف
و قلبي لمشاعره قد رهف
من أنت لتغريني
ومن انت لتحميني
لن أغتر بغناءك الشذي الرانان
ولن تخذعني بعزفك على الناي
فلن تكون معشوقي
ولن تكون معذبي
فما أحببت إلا خالقي
فبه آمنت كل جوارحي
.......