كل انسان لديه أذنين و لسانٌُ واحد ، هل سألنا أنفسنا لماذا ؟
العاقل المتأمل في خلق الله يفهم ما السر في الأمر ..
فالمغزى هو أن ينصت أكثر مما يتكلم ..
كثيرٌ منا يفعل العكس تماما فيتكلم أكثر مما يستمع ..
لهذا السبب عنونت موضوعي بــ : اسمع .. اسمع .. و تكلم .
ليعكس نعمتي الأذنين و نعمة اللسان فنشكر الله أولا على النعم ثم على تناسب عدد النعم .
ــــــــــــــــــــــ
موضوع اليوم هو فن الإنصات
لست بعالمة نفس و لا بمستشارة و لا فيلسوفة و لكني كاتبة في المنتدى ، لي نظرتي الخاصة للأمور.
و أريد أن أشارك القارئ أفكاري و اجتهادي .. طامعةً فيمن يهدي لي عيوبي .
ما الفرق بين الاستماع و الإنصات ؟
الإستماع بالأذن أما الإنصات فيكون بالعقل !
فالمطلوب منا أن نستمع أولا ثم ننصت ثانيا و بعدها نتكلم ان استدعت الضرورة و الا فالسكوت أولى ،
عندما أتعامل مع من حولي بيما فيهم أعضاء المنتدى قد أستمع اليهم ثم أتكلم مباشرة دون أن أنصت لهم و هذا يسبب لي مشاكل و يجعل تواجدي في مواضيعكم مشكلاً و تواجدكم في مواضيعي حذراً ..
لأني و بكل بساطة أجهل ما يوجد في رؤوسكم و أجهل مقصودكم فأرد على حسب معتقداتي و أفكاري و هذا قمة الجهل ! لأن الرد يجب أن يُبنى على عدة أطراف و ليس على طرف واحد .. فعلينا أن نوسع دائرة أفكارنا و نبحث عن المنطقة المشتركة حتى نتشارك و نتعايش و يكون اختلافنا نعمة عوض أن يكون نقمة !
فالإنصات هو أن تعرف مقصود الشخص من كلامه و لماذا قاله و لماذا قاله لك أنت .. فتفكر و تحلل و تحتفظ بفكرة مفيدة من كلامه ان وُجدت و تنسبها له .. و الا فليبقى مجرد رأي لا تعطه ِ أية أهمية .
و فن الإنصات : أن تمارس الانصات و يصبح عادة تلقائية فيك تفعلها دوما دون جهد !
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ملحوظة : كتبت الخاطرة بعد منتصف الليل .. بعد أن نصحتني إحداهن وقالت : اسمعيلهوم مليح و عمري راسك بأكاذيبهوم .. الجملة قعدت تدور في راسي و نتيجتها هاته الخاطرة .
كانت هنا فسيفساء و تكلمت كثيرا و ستسكت عن الكلام المباح .